حوادث وقضايا

تفاصيل حادثة حريق جزيرة نيلية بالمعادى ورواية الأسرة الوحيدة التى تسكنها

جريدة الأضواء

متابعة… حسين صبيح 

الألعاب النارية عند السحور… قذفها الشباب من أعلى كوبرى السلام سببا للحريق 

ونجاة أسرة معدمة مكونة من 10 اشخاص من الموت بأعجوبة …..

فإلتهمت النيران مسكن أسرة معدمة داخل جزيرة نيلية بالمعادي 

ونجاة الأسرة المكونة من 10 أشخاص من الموت.. وكل شئ تحول إلى رماد

حيث تعيش نادية…أوضاعًا معيشية قاسية، فليس بمقدورها مواصلة الحياة، بعد احتراق 3 حجرات تطل على مصرف مائى بجوار كورنيش النيل فى المعادى بالقاهرة، كانت فيما سبق مطعمًا للأسماك بسبب إلقاء مجموعة شباب من أعلى كوبرى السلام ألعابًا نارية على مسكن أسرة السيدة الأربعينية، والذى يشاركهم فيه ابن عمومتهم، ويقطنه 6 أطفال ورجلان وشابة، بينما كانوا يغطون فى نوم عميق قبل سحور ثانى أيام شهر رمضان، ففزعوا على النيران التى التهمت كل شىء، وأنقذتهم العناية الإلهية من موت محقق.

ووجدت «نادية» حجرة نومها كوم رماد، وتفتش عن أموال تُعينها على مصاريف شهر الكريم ، فتجدها محروقة، فتندب حظها: «النار أكلت كل حاجة يا ربى

وتبحث عن الهواتف المحمولة خاصتها وزوجها واثنين من أبنائها، فتطالعها محطمة، فتلقى بها فى الهواء، وتجلس على الأرض وسط حسرتها، وهى تروى سيناريو الموت الذى رأته ..

بعد صلاة التراويح ذهبنا للنوم أنا و(محمود) وابنتى الكبيرة (فاطمة) وعيالها الاتنين (مهران) و(جنة)، أكبرهما عمره عامان، وأولادى (ندى) و(سما) و(نورا)، بمراحل الابتدائى والإعدادى والحضانة، داخل حجرة تطل على الكوبرى، وسط (قش) ملاصق لمياه مصرف، فيما ابنى الكبير (أحمد)، 22 عامًا، ينام بحجرة وحده بالداخل، مجاورة لحجرة ابن عمومتنا (عمر)، حيث دخلت علينا كُتل نارية، من شدتها حطمت الشرفات، ووقعت على الأثاث، فدمرته

وتحاول السيدة الأربعينية تهدئة أطفالها، الذين كانوا يتشبثون بملابسها، وهم حفاة، وأقدامهم بها آثار لسعات النار، والدماء تنزف إثر إصاباتهم من رشق «الإزاز» المُحطم على الأرض، وهم يقولون لها: «يا ماما عايزين نسيب المكان ده، ونمشى»، ويعلو بكاؤها على بكائهم: «هنروح فين يا حبايب قلبى.. ملناش مكان غيره

فقد جاءوا من محافظة الأقصر مع زوجها لحراسة مطعم مأكولات، قبل 7 سنوات، وعقب إغلاقه، ظلوا مع أولادهم يقيمون ويعملون فى الشوارع يبيعون «المناديل» ومستلزمات بسيطة وأحيانًا يراعون جراجات مخصصة لأندية على شاطئ نهر النيل.

«نادية» وأولادها يعاونون بعضهم البعض لإزالة آثار الحريق، فلا سرير ولا مرتبة تنفعهم للنوم، ولا طعام يسدون به جوعهم، إحداهن تمسك بزجاجة زيت طعام تشير إليه: «حتى ده اتحرق بقى أسود لون الرماد.. بس احتفظنا بيه يمكن ينفعنا»، والأخت الكبرى «فاطمة» تُوقفها عن الحديث لترد عليها: «حتى أكياس السكر راحت.. (ياميش) رمضان اللى الناس وزعته علينا راح.. والهدوم الجديدة اللى أهل الخير جابوها للعيال راحت».

وتروى نادية.. رغم مأساتها التى ألمت بها، وهى تضم أولادها إلى أحضانها «الدخانة كانت هتموتهم.. بس الأطباء عملوا لنا إسعافات أولية، وربنا سترها معانا»، وأثناء مطالعتها للكوبرى من شرفتها، تقول: وحسب رواية شهود العيان

عيال كانت بتهزر مع بعض، وبيحدفوا شماريخ وصواريخ، وفرحانين بأصوات الفرقعة، ووقفوا يتفرجوا،لحد ما ولّعوا فى القش المجاور للحجرات، وفجأة وصلت النار إلينا، وأرعبت الناس كلها، حيث أوقفت طريق الكورنيش كله، حتى وصلت (المطافئ)».

رب الأسرة «محمود» يندب حظه، وهو يبحث عن بطاقة معاش «تكافل وكرامة» الذى يتقاضاه، ويكتشف احتراقها: «كده لا معايا وسيلة اتصال مع حد.. ولا قرش أنفع بيه عيالى»، فيما تقول ابنته الكبرى «فاطمة»: «أنا مُطلقة، وماليش مأوى غير مع أبويا وأمى.. ولا معيل لى ولأطفالى».

ومع مجىء ميعاد مدارس وحضانة صغار «نادية»، أكدت لهم: «يا حبايبى كل حاجة اتحرقت.. الهدوم والكتب والشنط.. ربنا يعوض علينا وعليكم

ولم تهنأ الأسرة المنكوبة ولا ابن عمومتهم «محمود» بسحور رمضان.   

وبعد إخماد النيران من قِبَل قوات الحماية المدنية، ولا تزال الأدلة الجنائية تفحص موقع الحريق للتأكد من وقوع شبهة جنائية من عدمه، وكذا تفرغ أجهزة الأمن كاميرات المراقبة للوصول إلى مرتكبى الواقعة

وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى