مقال

ضعف العبادات في القلوب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ضعف العبادات في القلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 19 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمدك اللهم حمدا ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء، وأشكرك وأستغفرك، وأشهد أنك أنت الله وحدك لا شريك لك، ولا حول ولا قوة إلا بك، بك نحول، وبك نصول، وبك نقاتل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدك ورسولك الذي جاهد في الله حق جهاده، جاهد بسيفه ولسانه وسنانه، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أما بعد، لقد حذرنا الإسلام من ضعف العبادات في القلوب، فإن الإسلام أمرنا بالعبادات، بالصلاة والصيام والحج والزكاة، فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” فالمؤمن الذي يؤدي الصلاة لن يختلس، الذي يؤدي الصلاة لن يهمل في وظيفته.

لن يأخذ الرشوة، ولن يغش أحدا، لأنه لا يريد أن يفسد صلاته فقال تعالى ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليعلم أن صلاته ناقصة، وإن لأهمية الأخلاق في الإسلام كانت الفترة الزمنية المكية من بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منصبة على غرس القيم والأخلاق في أفراد المجتمع واستمرت هذه الفترة ثلاثة عشر عاما لم ينزل فيها أوامر أو نواهي أو تكاليف وهذه هي الرسالة الأخلاقية التي أصاغها جعفر بن أبي طالب رضى الله عنهن للنجاشي ملك الحبشة ولو إننا لو نظرنا إلى الدين الإسلامي لوجدناه ينقسم إلى ثلاثة أقسام، هى عقيدة وتتمثل في توحيد الله تعالى، وشريعة، وتتمثل في العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها.

وأخلاق وتتمثل في الأخلاق الفاضلة في التعامل مع الآخرين، وكل قسم من هذه الأقسام الثلاثة يمثل ثلث الإسلام، فالعقيدة تمثل ثلث الإسلام، لذلك كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لاشتمالها على الجانب العقدي، وكذلك العبادات تعدل ثلث الإسلام، والأخلاق التي يظن البعض أن لا علاقة لها بالدين فإنها تعدل ثلث الإسلام، بل الإسلام كله، بل إنه صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الهدف من بعثته هو غرس مكارم الأخلاق في أفراد المجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” رواه أحمد والبيهقي والحاكم، وقال المناوي، أي أرسلت لأجل أن أكمل الأخلاق بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة، وقد وقف العلماء عند هذا الحديث قائلين لماذا حصر النبي صلى الله عليه وسلم.

بعثته في مكارم الأخلاق مع أنه بعث بالتوحيد والعبادات وهي أرفع منزلة وأهم من الأخلاق؟ وهو أن التوحيد والعبادات شرعت من أجل ترسيخ مكارم الأخلاق بين أفراد المجتمع، فالغاية والحكمة الجليلة من تشريع العبادات هي غرس الأخلاق الفاضة وتهذيب النفوس، كما هو معلوم في الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، وكذلك التمسك بالأخلاق الفاضلة من الأمانة، من الصدق، ومن الوفاء، ومن الإخلاص، ومن جميع صور الأمانات، حتى يصل إلى المرتبة العليا في الجنة، وقد سئل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال صلى الله عليه وسلم “تقوى الله، وحسن الخلق، وإن المرء ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى