مقال

الدكروري يكتب عن مآسي ما بعد رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مآسي ما بعد رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 13 إبريل 2024

الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن بعض الناس يتصور أن ما حصل في رمضان كافى للتكفير عن سيئات الأحد عشر شهرا القادمة، ولذلك فهو يحمل على ما مضى ويعول على ما مضى، وكأن هذا باعتباره ونظره ما حصل منه كافى، مستند يستند عليه، ومتكأ يتكئ عليه لمعصية الله تعالى، وهو ما درى ربما رد على أعقابه ولم يقبل منه عمل واحد في رمضان.

فإن مآسي ما بعد رمضان، نكتشف ما حصل من البلايا في رمضان، تفريط، فهذا أكل مجاملة لمفطرين دخل عليهم المكتب وهم يأكلون فأكل معهم، وهذا وقع على زوجته في نهار رمضان وانتهك حرمة الشهر الكريم بأسوأ مفطر من المفطرات وعليه الكفارة المغلظة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع لمرض وعذر حقيقي لا تلاعب فإنه يطعم ستين مسكينا، فكيف بمن زنا في رمضان، وفعل الفاحشة في رمضان، من وطئ في قبل أو دبر حلال أو حرام بآدمي أو بهيمة لزمته الكفارة المغلظة، وهذا كلام العلماء لمن حصل له ذلك في نهار رمضان، وأن هناك قتلى حوادث السيارات في العيد، الذين يخرجون متهورين لا تسعهم الفرحة، الفرحة بالمعصية، الفرحة بانقضاء موسم الطاعة، ماذا يكون حالهم؟

فإنها مآسي ما بعد رمضان، ولكن من هم الفائزون؟ فيقول الناس لبعضهم البعض في العيد من العبارات التي يقولها العامة ربنا يجعلك من العائدين، أو من الفائزين، ولكن هل تعلمون من هم الفائزون؟ قال الله تعالى ” فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز” ولقد غادرنا رمضان وترك في قلوبنا شيئا من الحزن وغصة في النفس، ولكن هذا شهر مبارك الذى نحن فيه أيضا وهو شهر شوال، وعوضنا الله بأشياء به تبتدئ أشهر الحج شوال، وذو القعدة، وعشر ذي الحجة، ويأتي بعده موسم الحج بأشهر الحج دلالة على الاستمرار في الطاعة، وحتى لا ينسى الناس العبادة، موسم عظيم بعد موسم عظيم وفي هذا الشهر شهر شوال الست، وقضاء الاعتكاف، فقد اعتكف النبى صلى الله عليه وسلم عشرا من شوال، لما فاته الاعتكاف في رمضان.

وربما كان يفوته في الغزو والجهاد، وهو شهر بناء ونكاح وإعفاف بالحلال، فقالت السيدة عائشة “تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال” كما جاء في صحيح مسلم، فعليكم أن تتذكروا بعض الأحكام الشرعية فى من فاته شيء من رمضان كالمسافر والمريض والحائض والنفساء فإنه يقضي بعدد الأيام التي أفطرها لقوله تعالى ” فعدة من أيام أخر” فإن كان الشهر ثلاثين وأفطره لزمه ثلاثين، وإن كان تسعة وعشرين فأفطره لزمه تسعة وعشرون، ويجوز أن يقضيه متتابعا أو مفرقا وهذا هو الراجح، فإن الله لن يشترط التتابع وإنما أطلق فقال فعدة من أيام أخر، وتنبغي المبادرة إلى القضاء.

والأولى أن يكون من حين زوال العذر لأنه أسبق إلى الخير وأسرع في إبراء الذمة، ويجوز أن يؤخره حتى لا يكون بينه وبين رمضان الثاني بعدد الأيام التي بقيت، ولا يجوز تأخير القضاء أكثر من ذلك أبدا، ومن فعله فهو عاص عليه التوبة والكفارة، كفارة التأخير، ولكن من أخر لعذر فليس عليه شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى