حوادث وقضايا

الجثمان قعد في الدولاب لمده سنتين

جريدة الاضواء

الجثمان قعد في الدولاب لمده سنتين

كتب يحي محمد الداخلي 

دفنو والدتهم في دولاب بعد وفاتها والجثمان قعد في الدولاب لمده سنتين . اقرا اغرب وصيه حصلت في مصر من ام لاولادها
من ٧ سنوات مر عليه أحداث كتير بسبب شغلي في الإعلام
بس هيفضل القصه دي في ذهني لحد الان بسبب وصيه الأم الغريبه لو لأدها حفاظا علي حقوقهم ….
طرقات شديدة على باب شقة 12 بالدور الأول فى عمارات طوسون بالإسكندرية.. حالة من الصخب لم يعتدها الجيران فى تلك الشقة التى اكتنفها الغموض طيلة خمسة عشر عاما… هرع أصحاب الشقق الثلاث المجاورة يفتحون أبوابهم ليكتشفوا سر الضوضاء ولغز هذه الشقة الغامضة التى غادرها سكانها منذ سنوات، ولكنهم فوجئوا برجال الشرطة يخرجون من الشقة يحملون رفات سيدة تم استخراج جثتها من داخل دولاب حديدى وضع مقلوبا فى وضع أشبه بالتابوت ليكون مثوى الدكتورة بسنت طبيبة الأمراض الجلدية بمستشفى أبو قير العام التى عاشت حياتها فى غموض فى هذه الشقة ورحلت أيضا فى غموض شديد لتقدم لنا قصة أشبه بالميلودراما التليفزيونية فى جميع أطوارها.

البداية كانت بتلقى الرائد عمرو يوسف رئيس مباحث المنتزه بلاغا من الطفل أحمد عبد الرحمن البالغ من العمر 15 عاما (طالب بالإعدادية) بوجود جثة والدته «بسنت فتحى السيد» طبيبة متوفاة داخل الشقة منذ يوليو 2015، وكانت المفاجأة حينما طلب استخراج جثة والدته من دولاب الملابس للقيام بدفنها، للحظات لم يصدق الضابط ما قاله الفتي، ثم تبعتها لحظات من الارتباك الشديد وعدم الاتزان بدت على الابن الذى كرر طلبه وهو ينظر فى الأرض ويجلس مرتجفا على مقعده متحاشيا النظر فى عينى الضابط.. بعدها طلب الضابط من «أحمد» أن يكرر ما قاله مرة ثانية.. فكرر «أحمد» حديثه ولكنه هذه المرة طلب الاستشهاد بأخته الكبرى لتؤكد هاتفيا بلاغه، فطلب على الفور الضابط استدعاءها للتأكد من أقوالها.

وبحضور الفتاة «مريم» أكدت أقوال شقيقها وبالفعل تشكلت قوة برئاسة اللواء شريف عبد الحميد مدير المباحث والعميد هشام سليم رئيس المباحث لبحث القضية وتم تحرير محضر بأقوال «أحمد ومريم».

وكانت أهم أقوال الابن والابنة لرجال النيابة أنهما ينفذان وصية الأم بعدم الإفصاح عن خبر وفاتها وأن يتركاها فى الشقة ويذهبا لاستئجار شقة أخرى ليعيشا فيها سويا حتى تبلغ مريم السن القانونية «21 عاما» وبذلك تصبح هى الوصية على نفسها وعلى شقيقها فلا يتفرقان ويذهب كل منهما إلى والده وتربيهما زوجة الأب، خاصة أنهما كانا أخوة من الأم فقط. كان هذا هو ملخص القصة المأساوية للطبيبة بسنت التى هز خبر رحيلها بهذه الطريقة المجتمع السكندرى على الرغم من أنها كانت على درجة عالية من الجمال و كان جمالها سببا رئيسيا فى زواجها مبكرا، حيث تزوجت من والد مريم بعد تخرجها مباشرة.

ومن داخل مستشفى أبو قير العام، حيث كانت تعمل الطبيبة بسنت، التقت «الأهرام» زميلات العمل وبعض المقربات منها خاصة فى الفترة الأخيرة التى تدهورت فيها حالتها الصحية شيئا فشئ.. حيث أكدت «إ .ح» أن دكتورة بسنت كانت شخصية غامضة طيلة حياتها وكانت لا تحب تبادل الحديث مع أى شخص حتى زميلاتها وكانت فى حالات عدم انشغالها تقرأ حتى يأتى موعد انصرافها ليأتى يوم جديد بنفس الشكل حتى جاء يوم وتعرضت فيه لتعب شديد نتيجة إصابتها بنوبة قلبية فتم حجزها بالعناية المركزة. ومنذ هذا الوقت بدأت تتحدث مع زميلاتها وتخبرهن بهواجسها وتخوفاتها من المستقبل على ابنها وابنتها وباحت لهم بالسر بأنهما أشقاء من الأم فقط، وأن شقة طوسون التى يعيشون فيها هى ملك لوالد ابنها أحمد وأنها فى فترة الحضانة وتخشى إذا توفاها الله أن يتفرقا وأن يحصل الأب على الشقة وتطرد ابنتها فى الشارع. وظلت بسنت تتعرض لنوبات شديدة من المرض لدرجة جعلتها غير قادرة على الذهاب للعمل بالمستشفى وانقطع راتبها وأصبحت بلا دخل.

وتحدثنا زميلتها دكتورة «إ.م» التى تخرجت معها فى كلية الطب عام 1993، مؤكدة لنا أن بسنت كانت تتسم بالغموض طيلة عمرها فمنذ أن كانت طالبة وهى لا تتحدث مع أى شخص وكانت من المصنفين فى الكلية «بأنها أحد الجهابذة» وكانت تحضر مبكرا جدا وتجلس فى الصفوف الأولى وتنصت بشدة للمحاضرات وكانت تحصل على تقديرات عالية جدا وتخصصت فى الجلدية وهو تخصص يحتاج لتقدير تراكمى كبير، ولكنها عندما التحقت للعمل بالمستشفى ظلت أيضا منطوية لا تبادر بأى حديث مع أى شخص ولا تتحدث عن أمورها الشخصية. وتضيف: «عاشت معنا غامضة تماما وكنا نعرف أن هذا هو طبعها فكنا لا نطرح عليها أى أسئلة عن حياتها ولم تبدأ بإعطاء معلومات عنها إلا عندما مرضت وشعرت بأن مرضها قوى وربما يودى بحياتها وقد سمحت لمجموعة قليلة منا فقط بالتعامل معها والذهاب لمنزلها».

ومن داخل سكنها فى طوسون أكد جيرانها فى الشقة المجاورة لها أن بسنت لم تكن حتى تتبادل السلام معهم حيث كانت تخشى التداخل وإقامة علاقات مع الجيران وبدأ اتصالنا بها عندما شاهدنا ابنها يبيع الخضراوات بالشارع أمام العمارة وقتها علمنا أن هناك مشكلة تعانى منها وبدأنا فى التواصل معها حتى جاء يوم وفوجئنا بوجود ورقة معلقة على باب شقتها تطلب فيها عدم الإزعاج وترجو عدم طرق الباب حتى لو من باب الاطمئنان بل قام ابنها أيضا بالمرور على جميع الشقق وأخبرهم بنفس ما فى الورقة وذلك قبل وفاتها بشهور.

وتقول إحدى جاراتها «ف.ع» مدرسة ثانوى إنها فى احد الأيام ـ ربما يكون يوم وفاتها ـ شاهدت الفتاة والابن يقومان باستئجار عربة نصف نقل وأخذا معهما بعض الأثاث وأخبراها بأنهما ذاهبان ليقيما مع خالهما، ولم ير الجيران الأم التى قال ابنها إنه تم نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج خاصة أن الأم كانت تستخدم كرسيا متحركا فى أيامها الأخيرة بعد إصابتها بالشلل.

وقد استدعت النيابة الشهود من الجيران والأخ الوحيد للطبيبة وكان لقاء الأبناء بشقيق والدتهما قمة فى الغرابة حيث أكد بعض الشهود من الجيران أن الأبناء لم يقتربا من خالهما أبدا رغم محاولاته التقرب منهما وعندما اقترب من الطفل «أحمد» تراجع إلى الخلف مرعوبا وتمتم بكلمات تنم عن قلقه من خاله، أما الفتاة فلزمت الصمت وعندما احتضنها خالها لم تبد أى رد فعل ولم تبادله أى مشاعر وقد أكد الابن والابنة فى أقوالهما فى النيابة أنه كانت هناك قطيعة بين والدتهما وشقيقها الخال ــ لأكثر من عشر سنوات.

كما قالا إن علاقتهما بوالدهما منقطعة منذ فترة أيضا ولا تعرف الفتاة «مريم» مكان والدها وتقتصر علاقة الابن «أحمد» بوالده على ارسال مبلغ شهرى له عن طريق البريد فقط.

وأضاف الأبناء أنهما ظلا يوما كاملا بجوار جثة أمهما التى وافتها المنية فى شهر رمضان عام 2015 وأنهما لجأ إلى فعل ذلك حتى يظلا مع بعضهما ولا يتفرقا وأنهما وضعا الجثة داخل الدولاب الحديد وقاما بلفها بالبطاطين وأحكما غلق الدولاب حتى لا تتصاعد أى روائح بعد تحلل الجثة.

وأكد الأبنان أنهما من اختارا هذه الطريقة لإخفاء جثة الأم، لتنفيذ وصيتها خاصة أن الأم كانت حريصة على توطيد علاقتهما ببعضهما.

وهكذا عاشت بسنت الطبيبة المنطوية فى عزلة تامة ولم يدخل حياتها سوى ابنها وابنتها ووالدتها التى كانت تعيش معها حتى توفيت قبل وفاتها بسنوات قليلة وكما ظلت طيلة حياتها القصيرة فى عزلة ماتت أيضا فى عزلة .

وتم الافراج عن الأبناء، حيث إنه لا توجد شبهة جنائية فى واقعة وفاة الأم، بالإضافة إلى أن الابنين كانا فى سن الحدث وقت وفاة الأم وأن الامر هو مجرد إخفاء جثتها وعدم استخراج تصاريح بدفنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى