مقال

تحقيق أسلوب الحياة الجيد للناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تحقيق أسلوب الحياة الجيد للناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فتح بابه للطالبين وأظهر غناه للراغبين، وبسط يده للسائلين، قصدته الخلائق بحاجاتها فقضاها، وتوجهت له القلوب بلهفاتها فهداها، وضجت إليه أصوات ذوي الحاجات فسمعها، ووثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعها، وطمعت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها، بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار، لا ملجأ للعباد إلا إليه ولا معتمد إلا عليه، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله به من الضلالة وبصر به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة ولمّ به بعد الشتات وأمّن به بعد الخوف فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد

إن التنمية تهدف إلى تحقيق أسلوب الحياة الجيد للناس، كما أنها تهدف إلى إيصال المجتمعات إلى حالة الرفاهية والعدالة المجتمعية والقضاء على كل أسباب الظلم، وتعتبر عملية استثمارية، فهي تتطلب أموالا طائلة لتحقيق التنمية الشاملة، وهى عملية إدارية لأنها تعتمد على كفاءة الجهاز الإدارى للدولة، وكما أنها تعتمد على المهارات الإدارية التي يتمتع بها أصحاب المؤسسات المختلفة التي تساهم فيها، التنمية جذابة بحيث تكمن جاذبيتها في النتائج التي تتحقق بسببها، ومن أشكال هذه الجاذبية الرخاء الاقتصادى والسلامة الاجتماعية، وإن للشباب دورا كبيرا ومهما في تنمية المجتمعات وبنائها، كما أن المجتمعات التي تحوى على نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها وترفعها.

لذلك فالشباب ركائز أى أمة، وأساس الإنماء والتطور فيها، كما أنهم بُناة مجدها وحضارتها وحماتها، ويختلف تَعريف الشباب من الناحية اللغوية ومن الناحية المستخدمة دوليا فتعرف كلمة الشباب الفتاء والحداثه، وهو عكس الشيب والهرم، والشباب فى التعريف الدولى هم الأفراد، الذين تكون أعمارهم بين أربعة عشر عاما وأربعة وعشرين عاما، وإن الشباب هم عماد أى أمة وسر النهضه فيها، وهم بناة حضارتها، وخط الدفاع الأول والأخير عنها ويشاركون فى عمليات التخطيط المهمه لأى أمة، وقد عرفت هيئة الأمم المتحدة تنمية المجتمع بأنها العمليات والممارسات التى يتعاون فيها الأهالي، ويضمون جهودهم مع جهود الحكومات لتطوير وتحسين ظروف المجتمع المحلى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وللسعى لتكامل المجتمعات فى واقع الأمة وجعلها قادرة على الاشتراك في مسيرة التقدم القومى، وتسعى التنمية لتعزيز قدرات الإنسان وأفكاره وتوجهاته، وترقى بإمكانياته وتحفظ مصالحه وحرياته حيث يعد الإنسان غاية لها، كما أنها تعنى بجوانب الإنسان المعنوية لتمكنه من أن يكون فردا صالحا قادرا على تحقيق حاجاته وحاجات مجتمعه، كما يعد الإنسان الوسيلة والأداة التي تقوم التنمية بتحقيق غاياتها وطموحاتها من خلاله عبر تفاعله الإيجابى، وعلمه، ووعيه بعقبات الأمة ومشاكلها، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى