اخبار مصر

حكاية الموانئ المصرية القديمة على البحر المتوسط

جريدة الاضواء

.حكاية الموانئ المصرية القديمة على البحر المتوسط
كتبت : د.نسمة سيف
كان حوض البحر المتوسط منذ القدم مهدًا لحضارات إنسانية عديدة ظهرت فى العالم القديم منها الحضارة المصرية القديمة وقد تميز هذا البحر بجملة من العوامل شجعت على الملاحة فيه ، تبلغ مساحة البحر المتوسط حوالى 969100 ميل مربع وأما طوله فهو يقدر من الشرق للغرب بحوالى 334 ميلاً بحريًا مشكلاً خطًا مستقيمًا ، أما العرض فيبلغ حوالى 814 ميلاً ، الشريط الساحلي لشرق البحر المتوسط يًعد أهم الطرق الساحلية الرابطة بين مصر والعالم ، وأكثرها أمانا فهو يوفر للطرق البحرية بين أوروبا وغرب آسيا أساليب للملاحة يسيرة لوفرة الموانئ الطبيعية عليه والهدوء الموجود فيه.
هذا جعل الإبحار بمحاذاة شواطئه يسيرَا دون مخاطر، وكذلك فإن تعدد الجزر به والحمولة البحرية هي الأقل كلفة والأسرع، وهما عاملان هامان في العمل التجاري، لأن السفن بإمكانها أن تحمل كميات كبيرة من البائع قياسا مع وسائل النقل البري، وهذا ما جعل التجارة البحرية على مدى التاريخ هي الأكثر ازدهارا .
ميناء بر آمن
ومن أهم الموانئ المصرية فى عصر الدولة القديمة ” بر آمن” أى مدينة الآلة آمون وهى تُعد أول ميناء مصرى مصرى على البحر المتوسط من الجهة الشرقية ، كما اتصلت بداخل البلاد بسهولة بداخل البلاد بسهولة نظرًا لموقعها على مصب فرع النيل ” البيلوزى” الذى كان يُعد من أهم فروع النيل التى تمر بشرق الدلتا قديمًا كما كانت تقع على الشاطئ الشرقى لبحيرة تنيس .
ميناء فاروس
ويؤكد العالم الأثرى “جوستون جونديه حقيقة أنه قبل مجئ الإسكندر كان يوجد ميناء كامل غرب جزيرة فاروس ، يعود تاريخه إلى “رمسيس الثانى” أو الثالث فى عصر الدولة الحديثة لحماية السواحل المصرية ثم غرق تحت الماء نتيجة عوامل طبيعية ومن الممكن أن هذا الميناء الذى أشارت إليه الاوديسة ، وربما كان من أعمال الملك رمسيس الثانى، وذلك لاكتشاف تماثيل من عهده فى راقوده التى تدعى ب “Rhacotis” تقع غرب الفرع الكانوبى لنهر النيل .
يوجد بالأسكندرية ميناءان أحدهما بالشرق والآخر الغربى يحده الخط الوهمى الموصل بين نهايتا حاجز الأمواج الخارجيين .
وعندما أتي الاسكندر الأكبر إلي مصر ، استرعي انتباه بقعة من اليابسة تفصل
البحر المتوسط عن بحيرة مريوط ففكر في تمك البقعة ذات المواصفات العجيبة التي
تصمح لإنشاء مدينة تحقق حممو الكبير عمي أحدث الطرز في ذلك الوقت لتكون
عاصمة عالمية و ذلك لأنيا كانت تتميز بما يلي:
.1 وصول مياه الشرب العذبة من النيل عن طريق الفرع الكانوبي .
.2 وجود جزيرة صغيرة في مواجية تمك البقعة لا تبعد عنها أكثر من ميل واحد
مما يمكن وصميما معا .
.3 تعتبر هذه الجزيرة جبهة دفاعية أمامية للمدينة .
.4 وجود بحيرة مريوط جنوب ىذه اليابسة يشكل تحصيناً دفاعياً من ناحية الجنوب .
.5 جفاف المنطقة، وبعد الموقع عن التأثر بطمي النيل حيث يتم طرده بواسطة
التيا رت البحرية في البحر المتوسط المتجية ناحية الشرق .
.6 ارتفاع موقع الإسكندرية عن مستوي الدلتا مما يحفظيا من الغرق أثناء فيضان النيل .
.7وجود قرية تسمي اركوتيوس ) راقودة( التي كانت مأىولة بالسكان الذين يعممون
بالصيد , فتكون نواة للمدينة الجديدة .
ويذكر بلوتارك أن الإسكندر جاءه في النوم حلم غريب رأى فيه شيخا شعره أبيض يقول له هذه الأبيات: هناك جزيرة، في وسط البحر ذات الأمواج المضطربة .
على جانب مصر توجد جزيرة تسمى فاروس. ثم ذهب لرؤية تلك الجزيرة وأعجب بها غير أن هذه الرواية على الرغم من طرافتها وما فيها من دلالة لا تعطينا فكرة واضحة عن الحقيقة التاريخية كلها وهي أن الإسكندر عزم على تشييد المدينة لأغراض لا يشير إليها بلوتارك، وأنه إذا اتفق مع مهندسيه على موقع المدينة وتخطيطها فإنه لم يبدأ بناءها بالفعل ولم يشهد تلك البداية بل غادر هو واتباعه إلى الصحراء لزيارة معبد أمون بسيوة ويذكر سترابون أنه كانت تقوم في البقعة التي أسست فيها مدينة الإسكندرية قرية تدعى إذ يذكر أن ملوك مصر الأوائل كانوا مكتفين بما كان لديهم ولا يريدون جلب الأشياء من الخارج ، وخاصة من الإغريق لما عرف عنهم من النهب والسلب، ولذلك أقاموا حراسة لعدم دخول الأجانب وأنزلوا السكان في القرية التي كانت تعرف راكوتيس .
وكان للإسكندرية مزاياها، من حيث أن تكوين الساحل الشمالي الغربي لمصر ووجود جزيرة فاروس على مقربة من الشاطئ وبحيرة مريوط خلف هذا الموقع واتصالها بالنيل أتاح فرصة وجود ميناء عذب المياه سهل الاتصال من كلا جانبي البحر .
ويوضح هوميروس )شاعرٌ ملحمي إغريقي أسطوري يُعتقد أنه مؤلف الملحمتين الإغريقيتين الإلياذة والأوديسة( لهذا الميناء حيويته في العالم القديم بأنه أولا كان آمنا أي كان بمثابة مرفقا بحريا على مستوى بالغ من الإعداد البحري لاستقبال السفن ومغادرتها كما أنه كان ذا أهمية عالمية في ذلك الامن القديم حيث أنه كان مرفأ للتزود بالماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى