نماذج مشرفة

حكاية الامام أحمد بن حنبل

جريدة الاضواء

حكاية الامام أحمد بن حنبل
كتبت د.نسمة سيف
هو الامام المبجل والمفضل أبو عبد الله أحمد بن حنبل لزم الاقتداء وظفر بالاهتداء ، علم الزهاد وقلم النقاد ، امتحن فكان فمحنته صبورًا ، وكان للنعمة شكورًا وكان للعلم والحلم واعيا وللفكر راعيًا.
اسم ونسب ابن حنبل : أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن ادريس بن عبد
الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن
ثعلبة بن عطابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ،وقيل أنه من بني مازن بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة وهو غلط ، لأنه من بني شيبان بن ذهل ،لامن بني ذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان ،
نشأ المذهب الحنبلي في بغداد في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث ثم بدأ بالنمو والانتشار خارج بغداد منذ القرن الرابع الهجري، ثم توسع فدخل بلاد الشام منذ أواسط القرن الخامس الهجري، وتركز بعد ذلك شيئا فشيئا، حتى قوي وازدهر في دمشق وما حولها من القرى والضواحي التابعة لها، ثم انتشر في المدن الأخرى في الشام كعسقلان ونابلس وبعلبك وبيت المقدس، وصارت الشام منذ أواسط القرن السادس معقلا وريثا لبغداد في حمل راية المذهب الحنبلي والعناية به، بعد تراجعه في بغداد. وقد دخل مذهب الحنابلة إلى مصر منذ القرن السابع الهجري، وذلك عن طريق إيفاد القضاة والعلماء من بلاد الشام إلى مصر، وكذلك عن طريق الرحلات العلمية، وفي بعض الأحيان عن طريق اللجوء بسبب النزاع مع الأشاعرة، ويذكر السيوطي قائمة بأسماء ستة عشر فقيهًا حنبليًا تولوا القضاء المصري، وواحدًا وعشرين إمامًا وهذا الإحصاء ينتهي عند أوائل القرن العاشر، لأن السيوطي توفي سنة (911 هـ).
وقد انتشر المذهب الحنبلي بشكل واسع في الجزيرة العربية، من خلال الحركة التي تبناها محمد بن عبد الوهاب ورعتها السلطة السياسية، حتى أصبح هو المذهب السائد في جميع البلاد النجدية والحجاز، ومع هذا الوجود لمذهب أحمد في العالم الإسلامي إلا أنه مع ذلك فهو قليل الانتشار، ولم يعرف تغلبه وسعة انتشاره على سواه من المذاهب في بلد إلا ما كان في بغداد في القرن الرابع الهجري، وما حصل في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري. لماذا لم ينتشر المذهب الحنبلي مثل بقية المذاهب؟ مع أن مذهب الإمام أحمد بن حنبل قد لقي عناية فائقة من العلماء، إلا أن انتشاره في العالم الإسلامي لم يكن كبيرًا مثل باقي المذاهب، وقد علل ذلك بعض الباحثين بأن المذهب الحنبلي هو آخر المذاهب ظهورًا، وقد جاء بعد أن انتشرت المذاهب الأخرى وتلقاها الناس فلم يكن له نفس الفرصة في الانتشار، كما أن أتباعه لا يحبون المناصب. وقد علل ابن خلدون ذلك بقوله: “وأما أحمد بن حنبل فقلده قليل لبعد مذهبه عن الاجتهاد، وأصالته في معاضدته الرواية، وللأخبار بعضها ببعض، وأكثرهم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها، وهم أكثر الناس حفظا للسنة ورواية الحديث”، ولكن قول ابن خلدون هذا لم يلق قبولًا عند بعض الباحثين مثل الشيخ أبي زهرة، حيث إن مذهب أحمد كما يرى أبو زهرة لم يكن بعيدًا عن الاجتهاد، ولكن كان هناك أسباب سياسية أخرى لعدم انتشار المذهب بشكل واسع، وذلك لأن أتباعه لا يحبون تولي القضاء والمناصب ويبتعدون عن العمل السياسي كالولاية والوزارة، وهذا قلل من فرصة انتشاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى