مقال

وطننا الحبيب في القلب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وطننا الحبيب في القلب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد لقد بدأت دعوة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرا خوفا من قريش وبطشهم بالمسلمين، وبعد مرور ثلاث سنوات نزل الوحي يأمر بالجهر بالدعوة، وبدأ الإسلام بالإنتشار شيئا فشيئا في مكة، وبدأ مع ذلك النزاع بين قريش و المسلمين، واشتدوا عليهم لسنوات مما جعل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يخرج بالمسلمين إلى يثرب بعد أربعة عشر عاما من الدعوة، و هكذا جاءت الهجرة النبوية، واستقبله مسلمو المدينة بفرح شديد وسموا بالأنصار لنصرتهم للرسول صلى الله عليه و سلم وسميت يثرب بالمدينة.

أي مدينة الرسول صلي الله عليه وسلم أو المدينة المنورة، ومن المدينة تأسست دواعم الدولة الإسلامية واستمر نشر الإسلام وفتحت مكة وأسلمت معظم قبائل العرب، ودامت الدعوة إلى الإسلام حوالي ثلاثة وعشرين عاما، نزل فيها القرآن الكريم هاديا ومشرعا للمسلمين، وكان النبي صلي الله عليه وسلم، يحب وطنه ويدافع عن وطنه ويدعوا لوطنه، ويجب علينا أن نصلح من أحوالنا وأن نتقي الله عز وجل في وطننا الحبيب ولنعلم إن حب الوطن غريزة فطرية في الإنسان، وإن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع، إنما هو سلوك وتضحيات، فالجندي بثباته وصبره وفدائه وتضحيته، والشرطي بسهره على أمن وطنه، والفلاح والعامل والصانع بإتقان كل منهم لعمله، والطبيب والمعلم والمهندس بما يقدم كل منهم في خدمة وطنه.

وهكذا في سائر الأعمال والمهن والصناعات يجب على كل منا، أن يقدم ما يثبت به ان حبه للوطن ولاء وعطاء لا مجرد كلام أو أماني أو أحلام، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلا، ومن أجله تضحي بكل غالى ونفيس، والطيور تعيش في عشها في سعادة ولا ترضى بغيره ولو كان من حرير، والسمك يقطع آلاف الأميال متنقلا عبر البحار والمحيطات ثم يعود إلى وطنه، وهذه النملة الصغيرة تخرج من بيتها ووطنها فتقطع الفيافي والقفار وتصعد على الصخور وتمشي على الرمال تبحث عن رزقها، ثم تعود إلى بيتها، بل إن بعض المخلوقات إذا تم نقلها عن موطنها الأصلي فإنها تموت، ولذا يقول الأصمعي.

” ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات، الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيدا، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعا” فإذا كانت هذه سنة الله في المخلوقات، فقد جعلها الله في فطرة الإنسان، وإلا فما الذي يجعل الإنسان الذي يعيش في المناطق شديدة الحرارة، والتي قد تصل إلى ستين درجة فوق الصفر، وذلك الذي يعيش في القطب المتجمد الشمالي تحت البرد القارس، أو ذلك الذي يعيش في الغابات والأدغال يعاني من مخاطر الحياة كل يوم، ما الذي جعلهم يتحملون كل ذلك إلا حبهم لوطنهم وديارهم، وقد روي في ذلك أن مالك بن فهم خرج من السراة وهى بلدة بالحجاز، يريد عمان، قد توسط الطريق، فحنت إبله إلى مراعيها، وقبلت تلتفت إلى نحو السراة وتردد الحنين.

وعلينا جميعا أن نتقي الله عز وجل فقد ترك لنا الله عز وجل آية لنا لنخاف المعاصي، وآية لكل ظالم لئلا تكون نهايته نهايتهم، وترى الظالمين في كل زمان غافلين، فأصابهم العذاب بدعوة نوح عليهم، وأغرقت الأرض كلها بدعوة ولي من أولياء الله تعالى، فليخف الظالمون دعاء الصالحين ” فإن من عادى لله وليا فقد آذنه بالمحاربة “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى