مقال

الخذلان .. ليس نهاية حياة 

الخذلان .. ليس نهاية حياة 

هناء السواح

جميل أن نقف بجوار من أراد المساعدة .. وأجمل شعور أن تكون ممن يخلصون لمن حولهم .. وما أجمل أن تكون سببًا في سعادة الآخرين.

ما أجمله شعورًا عندما تسمع دعاء الآخرين لك بصلاح البال.. وما أجمل أن تحقق شيئًا يسعد الآخرين.

لقد خُلقنا لكي نكمل بعضنا البعض، فكل منا لا يكتمل بدون الآخر.. أنت تُأخذ كما تُعطي .. وكما يحتاج إليك الآخرين أنت أيضا تحتاج إليهم ..

فلا يوجد شخص يستطيع أن يعيش الحياة بمفرده وإلا ما خلقنا الله عز وجل شعوبًا وقبائل.

ليس من العيب أن تطلب مساعدة الآخرين لك.. فيوم لك ويوم عليك، اليوم أنت في احتياج إلى من يساندك.. وغدًا ستكون عونا وسندًا لغيرك.

هكذا هي الحياة كما تُعطي تأخذ .. وكما تأخذ تُعطي.

ولكن ماذا يحدث إذا كنت سندًا لشخص ما ، وقفت معه.. بلغت أقصى ما في جُهدك كي يصل إلى هدفه، سهرت الليالي من أجله، وإذ في يوم من الأيام تكتشف أن هذا الشخص لم يستحق كل ذلك..

الخذلان .. ليس نهاية حياة 

تكشِفُ لك الأيام حقيقة ما كان ينوي إليه لتدميرك .. يطعنك خلف ظهرك..

ولكن لأن الله عز وجل لا يحب الظالمين فيبعث إليك شخصًا كي يظهر لك حقيقة الآخرين.. إذ تسمع منه مالا كنت تتوقع حدوثه ممن وقفت بجانبه..

تشعر بالخذلان .. وتكون في حيرة بين أمرين : إما أن تواجه ما فعله وما كان ينوي إليه ، وإما أن تتركه بلا عتاب وتجعله شخصًا غريبًا عنك وكأنك لم تكن تعرفه من قبل.

وتجلس تفكر فيما كنت تفعله وتمر أمامك الأيام والمواقف النبيلة التي كنت تقوم بها وكأنها شريط سينمائي… تضحك تارة وتحزن تارة أخرى.

الخذلان .. ليس نهاية حياة 

قد تأتي إليك اللحظة التي تشعر فيها بالندم ولكن سرعان ما تتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال ” اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن أصبت أهله فهو أهله ، وإن لم تصب اهله فأنت اهله “صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعلم من الحياة ألا تندم على خيرٍ قمتَ بفعله ، لا تنتظر من الآخرين المقابل بل انتظر الأجر ممن خلق الكون ..

تذكر قول الله عز وجلمَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ“. صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى