مقال

هناء الأنور تكتب.. عندما تريد أن تغير مسار حياتك

ابحث عن نفسك ولا تفقد هؤلاء

هناء الأنور تكتب.. عندما تريد أن تغير مسار حياتك
نعيش أياما وشهورا وقد تكون سنينا من عمرنا لا ندرك فيها أين نحن، ونظل طيلة هذه الفترة نبحث عن أنفسنا، تمر الأيام ويمضي العمر أمام أعيننا ومازلنا على ما نحن عليه.
نلجأ لبعض الأساليب التي نقتل بها وقت فراغنا، متوهمين أن هذا ما يريح بالنا، ولكن مع مرور الوقت نتفاجأ أننا سلكنا طريقا غير صحيح، ولكن لا نستطيع أن نعود من نفس الطريق، فنبحث عن طريق آخر نسلكه، ونظل هكذا.

نلجأ إلى بعض الأشخاص لنقضي معهم بعضا من الوقت ونقنع أنفسنا أن وجودهم سيضيف شيئا جديدا، ومع مرور الوقت نجد كل شخص ينشغل بحياته وبأموره الشخصية، وقلما نجده معنا مثل ما كان عليه في بداية الأمر.

ولكن تلك هي الحياة، وهذا هو الواقع، فمثلما هم يبحثون عن أنفسهم فمن الطبيعي أن هذا ما أفعله أيضا أبحث عن حالي وأنشغل عن البعض، فلا ألوم أحد على انشغاله عني مثلما لا أريد أن يلومني أحد على انشغالي.

جلست مع نفسي بعض الوقت كالعادة لأرى وأراقب نفسي من بعيد؛ هل أنا في المكان الصحيح، وهل أجد سعادتي فيما أنا فيه الآن.. وحديث طويل دار بيني وبين نفسي.

إلى متى سأظل هنا؟ وأين سأجد نفسي؟ وكيف أخلق لنفسي السعادة؟ وغيرها من الأسئلة التي كان منها البعض الذي لا أجد لها جواب، والبعض الآخر وجدت لها إجابة.

وكان ممن شجعني على أن أخطو تلك الخطوة؛ حديث دار بيني وبين أعز أصدقائي والتي نبهتني بعبارة قالتها وسط حديثنا ” تغيير المسار”، نعم قد تكون تلك العبارة هي التي جعلتني أقف أمام نفسي، جعلتني أبحث عن نفسي من جديد.

من أجمل النعم التي ينعم بها الله علينا؛ وجود أشخاص في حياتنا تكون سندًا لنا، يرسله الله لنا في الوقت المناسب، ولذلك نعلم جيدا أن وجودهم معنا شيئا جميلا ونعمة من الله.

وبالفعل قررت أن أغير مسار حياتي، قررت أن أبحث عن نفسي التي قد أوشكت على الانهيار، فقد كدت أن أشعر بنفسي تائهة بين أماكن وأشخاص، منهم من يدعمني ويهمه سعادتي، حتى وإن كانت على حساب مصلحته الخاصة ومنهم من لا يهمه إلا نفسه فقط.

نعم هذا ما أدركته عندما تحدثت مع بعض الأشخاص المحيطين بي، عندما أبلغته أني سأتفرغ لبعض الأمور الخاصة بي التي قد أوشكت أن أهملها، ولكن كانت المفاجأة، فهناك من قابل الأمر بصدر رحب، بل أجبرني أن أظل معه بسبب رد فعله الرفيع الذي إن دل فإنه يدل على أصله الكريم، وجدته يدعمني بين كلماته وعباراته التي قالها.

أدركت أنه شخص غير أناني، وأنه يستحق كل التقدير والاحترام، فقررت أن أبحث عن نفسي ولكن لن أترك هذا الشخص، الذي أكد لي أن وجودي معه وتمسكه بي لم يكن لمصلحته الخاصة؛ بل أنه يؤكد لي أن المودة التي بيننا ليس لها سبب غير أنها بلا مصلحة، وتلك هي العلاقات الناجحة التي تستمر بين البشر.

في نهاية حديثي، أوجه نصيحتي لك؛ ابحث عن نفسك، وإذا سلكت طريقا غير صحيح لتصل إلى هدفك لا تيأس، بل غير مسارك واستمر في البحث عن السعادة في اتجاه آخر، ولكن لا تفقد بعض البشر الذين قابلتهم في طريقك الغير صحيح، فهناك من يستحق أن تبقى معه.

فابحث عن مصلحتك واحرص على بقاء من تدرك أنه لن يتخلى عنك، فلعل وجودهم يكون عونا لك ودعما لك، ولا تبخل عليهم إذا كان بين يديك ما يسعدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى