جينات الطحالب ساعدت كفيفا على استعادة بعض بصره
جينات الطحالب ساعدت كفيفا على استعادة بعض بصره
يمكن لرجل كفيف لا يرى سوى أضعف جزء من الضوء، أن يدرك الآن أشكالا ضبابية، وذلك بفضل العلاج الجيني وزوج من النظارات الواقية المصممة خصيصا لهذا الغرض.
وعادة ما تقوم هذه الجينات بترميز البروتينات الوظيفية في شبكية العين، ولكنها بدلا من ذلك تفشل في بناء تلك البروتينات، أو تصنع بروتينات غير طبيعية تؤدي إلى خلل وظيفي أو إنتاج مواد تلحق الضرر المباشر بنسيج الشبكية. ووفقا لـ NEI، تؤثر الحالة على ما يقرب من 1 من كل 4000 شخص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى العمى التام، كما حدث مع المريض البالغ من العمر 58 عاما في الدراسة الجديدة.
وفي محاولة لعلاج فقدان البصر لدى الرجل، قام العلماء بإدخال جينات ترمز لبروتين حساس للضوء في فيروس معدل، ثم حقنوا تلك النواقل الفيروسية المعدلة وراثيا في إحدى عينيه، حسبما أفاد الباحثون. والبروتين، المسمى ChrimsonR، هو نسخة مصممة هندسيا من بروتين حساس للضوء موجود في الطحالب وحيدة الخلية، والذي يسمح للكائن وحيد الخلية باكتشاف ضوء الشمس والتحرك نحوه، وفقا لتقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
وينتمي ChrimsonR إلى عائلة من البروتينات الحساسة للضوء تسمى channelrhodopsins، ومن هنا تمت إضافة “H” في اللون القرمزي، وقد عُدّل ليتفاعل مع الألوان الموجودة في النهاية الحمراء للطيف اللوني، أي الضوء الكهرماني. وعن طريق حقن جينات ChrimsonR في شبكية العين – وتحديدا في الخلايا العقدية للشبكية، وهي نوع من الخلايا العصبية التي ترسل إشارات بصرية إلى الدماغ – كان الفريق يأمل في جعل هذه الخلايا حساسة للضوء الأصفر البرتقالي، وفقا للتقرير.
وكتب الباحثون في الدراسة أن “المريض أدرك وحدد موقعا ولمس” أشياء مختلفة باستخدام عينه المعالجة وحدها وأثناء ارتداء النظارات الواقية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمريض أن يرى دفترا وأكوابا موضوعة على طاولة أمامه، على الرغم من أنه عندما يُطلب منه عد الأكواب، لم يعط الرقم الصحيح دائما، وفقا لـ MIT.
وبالإضافة إلى دفتر الملاحظات والأكواب، أفاد المريض أنه تمكن من رؤية الخطوط البيضاء المرسومة عند معبر المشاة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
وحتى الآن، لا تزال رؤية الرجل محدودة نوعا ما، حيث يمكنه فقط رؤية الصور أحادية اللون وبدقة منخفضة إلى حد ما.
وبالطبع، على الرغم من أن هذه النتائج الأولية مثيرة، إلا أن الدراسة محدودة لأن مريضا واحدا فقط تلقى العلاج حتى الآن، كما قال جيمس بينبريدغ، أستاذ دراسات الشبكية في كلية لندن الجامعية والذي لم يشارك في الدراسة، لـ”بي بي سي”