مقال

رضا الحصرى يكتب .. شجاعة وبسالة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه 

جريدة الأضواء

بقلم: رضا الحصرى 

قرأت واعجبني جداً .. في كتاب “تاريخ الامم والملوك” للإمام الطبري .. 

عن شجاعة وبسالة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه .. 

حيث وقف جيش المسلمين امام جيش الفرس، فخرج هرمز قائد الفرس من جيشه على فرسه يطلب المبارزه وصرخ أين خالد ؟!

فخرج خالد بن الوليد على خيله بكل جسارة لمنازلة هذا الطاغيه، واقترب خالد بن الوليد رضي الله عنه، من هرمز كثيرا وكان الاثنان اقرب الى جيش الفرس من جيش المسلمين.

نزل هرمز من خيله واعطى اشاره لخالد بأن قاتلني على الارض ان كنت بطل !، فقبل سيدنا خالد تحديه ونزل من على فرسه.

وبدأ الجيشان يراقبان هذا الوضع بكل توتر ، قائد المسلمين الأعلى يقاتل قائد الفرس الأعلى “نادرا مايحدث هذا في التاريخ”.

والقائدان يُقاتلان وهما ماشيان وهذا يعني بالتأكيد موت أحدهما، فليس هناك مجال للهرب !!

غدر وخيانه هرمز الطاغيه قبل بداية المبارزه .. كان هرمز قد جهز خمسة من فرسانه الاقوياء للغدر بخالد بن الوليد رضي الله عنه.

ومع بدايه المبارزه وتلاحم سيفي القائدان .. اعطى هرمز الاشاره لفرسانه فقاموا بالهجوم على خالد يريدون قتله!

فأنتبه سيدنا خالد للأمر وأدرك أن الموت قد اقترب منه لان المسلمين بعيدين عنه وسيصل هؤلاء الفرسان قبلهم ولايستطيع ان يواجهة خمسة فرسان وهرمز وهو لوحده.

وبعين ثاقبه وحاااده استطاع “القعقاع بن عمرو التميمي” ان يشاهد الخياله في بدايه تحركهم، وايقن انها حيلة للغدر بخالد فانطلق كالسهم من على خيله دون ان يخبر احدا من المسلمين عسى أن يُدرك خالدا ويُنقذه.

وبالفعل ماكاد خالد يدافع قليلا عن نفسه الا وصل “القعقاع بن عمرو التميمي” وقتل الفارس الاول ولم يمهل الثاني طويلا حتى قتله.

عندها وصل مجموعة من المسلمين واصبحت هناك مجموعة من المبارزات الفرديه، “خالد بن الوليد وهرمز”، وهذا بعد أن نجا خالد بن الوليد رضي الله، عنه من الموت بفضل من الله ثم بمساعده القعقاع.

تلاحم خالد مع هرمز وابرز مهاره فائقه في القتال ادهشت هرمز، وبعد عدة دقائق، يقوم خالد واقفا على قدميه وفيه يده سيفه المغطى بدماء قائد الفرس !

اصاب هذا المشهد صدمة للفرس وفرحة عارمه للمسلمين.

كيف يُقتل قائدهم من العرب، وهم كانوا يعتبرون العرب لاشيء، بالنسبه لدولتهم وحضارتهم وجيوشهم.

لم يمهلهم سيف الله المسلول حتى يفيقوا من هذه الصدمه، فيأمر جيشه بالهجوم العام على جيش الفرس.

ولم يستطع الفرس الصمود طويلا بسبب غياب القائد وغياب التنظيم، فتبعثرت صفوفهم واخترق المسلمون جيشهم وقَتلوا فيهم قتلا عظيما.

حتى استطاع المسلمون الانتصار في هذه المعركه العظيمه بقيادة أكفأ قائد عسكري في التاريخ وسيف الله المسلول سيدنا ” خالد بن الوليد ” رضي الله عنه وأرضاه.

تلك المعركه وقعت في خلافة ابو بكر الصديق رضي الله عنه، في كاظمه، وسميت “معركه كاظمه” نسبه الى اسمها.

وايضا سميت بمعركة “ذات السلاسل” نسبة الى استخدام الفرس للسلاسل لربط ارجل جنودهم ليثبتوا في القتال ولا يفرّوا.

ذاك خالد .. وتلك طريقة خالد في القتال .. قائد حُق للمسلمين أن يفتخروا به وبعظمة تاريخه المشرف.

سيف الله المسلول – رضي الله عنه وأرضاه ورزقنا وإياه الفردوس الأعلى من الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى