خواطر وأشعار

راحل .. بقلم حماده صبري

راحل .. بقلم حماده صبري
قررت الرحيل عنكِ، فعذابي طال بقاؤه بقربكِ وزاد عذابي، عذاب فاضت قواي مني ولم يعد للتحمل بقاء، وتلاشت مني مشاعرى وعشعش ذلك الفتور الموحش بأركان قلبي وظلت ذكرياتك تؤرقني.

وتنهش في وتمزقني لطالما أحببتك وكنت لكِ نفسا ترتمي في دفئها، سألت الله ألا أكون دمعة تنزل من وجنتيكِ وأنتِ غرستي مخالبك المسممة بداخلي.

انتزعتي ذلك القلب المحصن أركانه فتلاشت ذكريات العمر في لحظة شعرت خلالها بعجزى، وضعفي وقلة حيلتي.

انخدعت فيك وبكلامك المعسول، شاهدت نفسي أهوى وتهوى معي كل ابتسامتي وضحكاتي، جردتني من أعذب ما أرتجيته في دنياي، جعلتي مني رفات لا أقوى على حمله.

سالت دموعي في لحظات يأس دون أن تشعرين بها وأنتي تضحكين من أمامي وتبتسمين سنفترق ولن يبقى لكِ عندى سوا جرح أسأل الله شفاؤه.

عيشي وتعايشي مع ذنبك فلن يجمعني بكِ لقاء بعد اليوم؛ فحياتي أقبلت على الرحيل، فلن تنفعني تلك الدمعات التي ستنزل بعدها سيكون الأوان قد فات والعمر قد ولى رحيله لن أسامحكِ يوما فيما فعلتي بي.

سأشاهدك وأنتِ تتعايشين من دوني فيكون رحيلي لكِ وانا رحلت عنكِ لسنوات ولم تشعرين بوجودى، تكلم الصخر عنكِ وأشفق على قلبي من قلبك الذي سار أشد قساوة منه أسأل نفسي عنكِ كيف بقيت بجوارك دون ان تشعرين بي.

وكيف انطوت سنوات عمري دون أن أدرى بمصيرى بقربك، لن يشفع لكِ عندى شيئا، ولن ترحمكِ مني تلك الدموع؛ فنهايتي قد آن رحيلها تمنيتها مررا، أن أفارقكِ في دنياكِ، وها قد جاء الأجل وأقبل الرحيل سأرحل عنك كما رحلت مشاعري.

سأرحل عنك كما يرحل الراحلون وسأرحل عنكِ وعن دنياكِ، فعيشي وتعايشي من دوني فغدا لن يجمعني بكِ لقاء.

فكفي بنا لقاء دون أن تشعرين به سأرحل وأشفق عليكِ من فراق سيطول عليك في دنياكِ.

سأرحل عنكِ تاركا لكي ملاذي وأمتعتي سيظل مكاني دافئا ليذكركِ بما فعلتي، شئتي أم أبيتي فسلاما على عمر ضاع بقربك وسلاما على نفسي من وحدة ظلت وستظل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى