منوعات

ماذا نعرف عن اليهود الفلسطينيين قبل عام 1948 ؟

ماذا نعرف عن اليهود الفلسطينيين قبل عام 1948 ؟

كتب/يوسف المقوسي

 

من الصعب الحديث عن اليهود الفلسطينيين كوحدة واحدة في يومنا هذا. فهم لم يعودوا مجمعين في مكان واحد. لم يُعلِّموا أولادهم اللغة العربية. اختلطوا مع بقية اليهود الوافدين من مختلف أنحاء العالم، وذابت الكثير من عاداتهم وتقاليدهم. على الرغم من ذلك ما زال هناك بعض الطوائف التي تمسكت بعاداتها وثقافتها الفلسطينية ومنهم:

اليهود السامريون في مدينة نابلس ..

 

اليهود الفلسطينيون هم نسل اليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين التاريخية كجزء من السكان الأصليين قبل بدء الهجرات الصهيونية في التاريخ الحديث، وهم بهذا لا يشملون الجزء الأكبر من اليهود الذين يسكنون اليوم في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية والقدس الشرقية الذين هاجروا إلى فلسطين ضمن الهجرات الصهيونية أو ترجع أصولهم إلى هؤلاء المهاجرين. هؤلاء اليهود الفلسطينيون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

 

في حدود نهاية فترة الحكم العثماني، تمركزت المجتمعات يهودية محلية في أربع مدن “مقدسة” في فلسطين، هي صفد وطبريا والخليل والقدس، في الثلاثة الأولى منها كان المجتمعات العربية والأسبانية (Ladino) تغلب على طابع تلك المجتمعات، بل لعلها كانت تشكل الأكثرية، ولم يكن للمجتمع اليهودي الييديشي اليد العليا إلا في القدس بسبب هجرات العاطفة الدينية للأشكناز من روسيا وشرق أوروبا..

 

مع بداية الهجرات الصهيونية، صار انتماء اليهود الفلسطينيين للصهيونية بمثابة انتماء قومي، وعدم الانتماء صار تهمة وأصبح صاحبه يدفع ثمنا باهظاً من النبذ والمقاطعة، بل وفي مرحلة معينة كانت الوكالة اليهودية تستطيع طرده.

مع قيام دولة إسرائيل في 1948 وبكونها قامت كوطن قومي لليهود من جميع أنحاء العالم، مُنِح اليهود الفلسطينيون الجنسية الإسرائيلية فأصبحوا مواطنين إسرائيليين كاملي الحقوق. غير أن بعض هؤلاء اليهود كانوا ضد الصهيونية ورفضوا الجنسية الإسرائيلية مما ولّد خلل وفراغ قانوني بالنسبة لإقامتهم في إسرائيل ما فتأت الحكومة الإسرائيلية بالضغط عليهم حتى أجبرتهم على التجنّس في الثمانينات من القرن العشرين.

على عكس الوافدين اليهود (الذين يستأجرون أراضيهم وبيوتهم من الوكالة اليهودية) هؤلاء الإسرائيليون اليهود من أصل فلسطيني يتملكون أراضيهم وبيوتهم.

لا يوجد أية إحصائيات حالية عن تعداد اليهود الفلسطينيين اليوم، فالإحصائيات الرسمية الإسرائيلية فقط تشير إلى عدد الإسرائيليين المولودين في الأراضي التي تحتلها، من دون أن تفرق بين اليهود الفلسطينيين وبين أبناء الوافدين الذين وُلِدوا محلياً بعد وفود آبائهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى