مقال

نفحات إيمانية ومع الحياة الطيبة ” الجزء الثامن “

نفحات إيمانية ومع الحياة الطيبة ” الجزء الثامن ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الحياة الطيبة، وإن الحياة الطيبة والسعادة والهناء مطلب لكل إنسان، ولا لوم على أحد من الناس عندما يبحث عن سعادة نفسه، وقد رسم الله تعالى الطريق الذي يسعدنا في الدنيا والآخرة، وجعل من الأسباب الكثيرة التي تسعد بني آدم إذا أخذ بها أولها وأساسها الإيمان بالله، والعمل الصالح، فالإنسان بلا إيمان لا قيمة له، أما المؤمن بالله عز وجل، والذي يعمل الصالحات قد وعده ربه عز وجل بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فالمؤمن الذي أمن بربه عز وجل يتلقى المحبة بالشكر والثناء على المنعم سبحانه وتعالى، فإذا أتته نعمة من عند خالقه عز وجل استعملها في طاعة الله عز وجل وتعبد الله سبحانه وتعالى بشكرها بقلبه وبلسانه وبجوارحه.

 

فإذا أتاه الله عز وجل مالا أخرج زكاة مالة، ووصل به رحمه، أعطى لأمه وأبيه، وصل أرحامه، وتفقد الفقراء والمساكين، وساهم في الأوقاف الخيرية، وكل هذا يجلب له السعادة والسكينة والطمأنينة، فيقول أحد الحكماء “كنت أظن أن السعادة بالأخذ، فتبين لي بعد البحث والتجربة أنها بالعطاء” فإذا شكر الله عز وجل وأعطى من مال الله جل وعلا، سعد في الدنيا قبل الآخرة، والمؤمن كذلك يتلقى المصائب بالصبر والتسليم والرضا لأنه يعلم أنما كان بعلم الله السابق الأزلي، وأن بكاءه على صار لا يغير من الواقع شيئا، فيسلم بقضاء الله وقدره، والمؤمن لا يخاف من المستقبل لأنه يعلم علم اليقين أنه لا يكون في هذا الكون إلا ما أراده رب الكون، ويعلم المؤمن علم اليقين أنما قدره ربه عليه خيرا له.

 

والذي نفس محمد بيده ما قدر الله على عبده قدرا إلا كان خير له، ولو كرهته نفسه، ومن أسباب السعادة هو كثرة ذكر الله تعالى، وأن يعلم المؤمن أنه إذا ذكر ربه ذكره ربه فسبحانه القائل فى الحديث القدسى “من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من منهم” وإن هذا شرف لك عظيم أن الله يذكرك باسمك، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي “أمرنى ربى أن أقرأ عليك القرآن” قال أبي أو سماني الله لك؟ قال “نعم” فبكى أبي، فأنت إذا ذكرت الله تعالى ذكرك الله، ومن أعظم ذكر الله جل وعلا هو قراءة القرآن، والقرآن فيه شفاء من كل داء، فيه شفاء من الهموم والغموم والأحزان، وقارئ القرآن تنزل علية السكينة والطمأنينة والإنشراح.

 

فاجعل لك وردا من كتاب الله في كل يوم، وإن من أسباب السعادة هو الإحسان إلى الخلق، فأحسن إلى الخلق في القول والعمل، فيقول صلى الله عليه وسلم “الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه” رواه مسلم، و”أحب الناس إلى الله أنفعهم” فالمؤمن ينفع إخوانه ويتعامل معهم باللين والسهولة والحكمة، و”أن تلقى أخاك بوجه طلق” والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “وتبسمك في وجه أخيك صدقة” فساهم في إيصال الخير إلى الناس، في الجمعيات الخيرية، ونحوها، وتفقد المحتاجين والفقراء، ويا أيها المريض داوى نفسك بالأسباب المشروعة، ومنها أن تحسن إلى عباد الله ” والله يحب المحسنين” والنبي صلى الله عليه وسلم يقول”داووا مرضاكم بالصدقة”

 

فمن أسباب السعادة أن نحسن إلى عباد الله، ومن أسباب السعادة أن ننشغل بنفس اليوم، حيث لا يفكر الإنسان فيما مضى من الأيام، ولا يفكر في المستقبل، وأن يفعل الأسباب المشروعة التي تسعده في مستقبل أمره، ويتفاءل في كل شؤونه، ويتعبد الله عز وجل بإحسان الظن بالله سبحانه وتعالى “أنا عند ظن عبدي بي” فيا أيها المريض ظن بأن الله سيشفيك، ويا أيها المديون ظن بأن الله عز وجل سيزيل عنك هذا الدين، ويا أيها المهموم والمحزون والمكروب ظن بربك بأن الله سيكشف عنك البلاء، إذن عليك أن تنشغل بيومك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا” رواه البخارى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى