مقال

حديث الصباح

حديث الصباح

 

أشرف عمر

المنصورة

 

وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

 

*{ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ }.* 

 

حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَسَائي، وصححه الألباني في صحيح النسائي.

 

*شرح الحديث:*

لقدْ شَرَّفَ اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه مُحمدًا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وفَضَّلَه بفضائلَ عدَّةٍ؛ فمنها أنَّه جعَل لِمَن صلَّى عليه ثوابًا كبيرًا عظيمًا، كما يقولُ صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديثِ: “مَن صلَّى علَيَّ صلاةً واحدةً”، والصَّلاةُ هنا إمَّا أن تكونَ بمعنى الدُّعاءِ على أصلِ معناها اللُّغويِّ، أي: مَن دعا لي مرَّةً واحدةً، بأنْ قال: اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ، أو ما في معناها، أو تكونَ الصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بمعنى طَلَبِ التَّعظيمِ له والتَّبجيلِ لجَنَابِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن اللهِ، “صلَّى اللهُ عليه عَشْرَ صَلَواتٍ”، أي: ضاعَفَ اللهُ الجزاءَ للمُصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَشْرَ مرَّاتٍ، والصَّلاةُ مِن اللهِ على عِبادِه هي ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى، وقيل: هي رحمتُه إيَّاهم، وأنَّه يَرحَمُهم رحمةً بعدَ رحمةٍ حتى تَبلُغَ رحمتُه ذلك العَددَ. وقيل: المرادُ بصلاتِه وقيل: المرادُ بصلاتِه عليهم إقبالُه عليهم بعَطْفِه وإخراجُهم مِن ظُلمةٍ إلى رِفعةٍ ونُورٍ، كما قال سبحانَه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الأحزاب: 43].

 

“وحُطَّتْ عنه عَشْرُ خَطِيئاتٍ”، أي: وُضِعَتْ عنه وغُفِرَتْ، “ورُفِعَتْ له عَشْرُ درجاتٍ”، أي: عَلَتْ مَنزلتُه في الجنَّةِ عَشْرَ دَرجاتٍ، وقيل: في الدُّنيا بتَوفيقِه للطَّاعاتِ، وفي القِيامةِ بتثقيلِ الحسَناتِ، وفي الجنَّةِ بزِيادةِ الكراماتِ.

 

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى