مقال

بناء الشخصية المتكاملة للطفل

جريدة الاضواء

بناء الشخصية المتكاملة للطفل
بقلم السفيرة الدكتورة/ ماجدة الدسوقيإن الشخصية قد يكون لها معانٍ عديدة وتعريفات مختلفة ، فهي مجموعة من الصفات الثابتة والدوافع الذاتية الباطنية التي بواسطتها يتميز الفرد عن غيره ، ويمكن معرفة القيمة الحقيقية الذاتية له.
إن لكل فرد من الأفراد شخصية تميزه عن غيره ، لأن لكل منهم في كيانه
فردية تميزه عن الآخرين من حيث الخصائص الطبيعية والتربوية فنجد بينهما اختلافًا ظاهرًا رغم أن الأصول التي تتحكم في الشخصية وتكاملها أصول واحدة ، ولكنها لا تأتي بنفس النتيجة عند التطبيق على فردين .
ومما لاشك فيه أن هناك مؤثرات وعوامل هامة تؤثر في بناء الشخصية وصنع الأخلاق والسمات الإنسانية فهي ثلاث عوامل : الأسرة ، المدرسة ،
المحيط الإجتماعي. كما أن البعض يرى أن العامل الوراثي هو عاملًا مهما وأساسيًا في تكوين شخصية الفرد ، وحتما أن جميع العوامل السابقة لها الأثر البالغ في بناء شخصية الإنسان ونموها وتكاملها وخصوصًا في مرحلة الطفولة وما بعدها . إن العوامل الإجتماعية والأطر الثقافية والتربوية والوراثية تساهم جميعها في بناء الشخصية وتطورها وتقدمها وأحيانًا
قد تؤثر سلبًا إن كانت دون المستوى المطلوب. نجد أن أثرالعوامل الإجتماعية في تكوين الطفل وبناء شخصيته تبدأ منذ ميلاده ويستمر هذا الأثر مادام حيًا. إن دور الطفولة هو أهم الأدوار التي يمر بها الإنسان لأن فيه يتقولب الطفل وينمو عاطفيًا لذا يجب على المربين والأقرباء والمعلمين أن يتبعوا الأسلوب الأفضل بشقيه : القولي والفعلي في تربية الطفل وتعيين خط سيره ،وأسلوب حياته ، وأخلاقه كي تتضح طاقاته وتنمو شخصيته ويجب الحذر من أي خطأ يمارسونه أثناء عملهم التربوي
والتعليمي لأنه يؤدي إلى تحطم شخصية الطفل وإهدار استعداداته كلها.
يجب على المربي أن لا يجعل شخصية الطفل ذات بعد واحد ويكون هذا
البعد الواحد ملاكًا ومقياسًا لتقييمه . وإنما المقاس هو شخصيته الذاتية لأنها بجميع أبعادها تؤثر على سعادته وعليه يجب الإهتمام بشخصية الطفل الذهنية والعاطفية والاجتماعية .
ولكن في الحقيقة لا توجد هناك شخصية متكاملة لأن الكمال لله وحده.
لأن الشخصية تتركب من أساليب السلوك والعادات المعقدة وغير الثابتة.
كما أن بين الغرائز تجاذبًا ونزاعًا شديدًا ، فغريزة تسوقنا إلى هدف من طريق ، وأخرى تجرنا إلى طريق مغاير ، لذلك يجب على المربي أن يوجه عقل الطفل المميز وفكره وأن يجد جامعا مشتركًا بين تلك الطرق المختلفة ،وعليه أن يعين ما يترتب على بعض الميول والرغبات من نجاح ومواقف . كما يجب على المربين أن يلاحظوا جميع الجوانب ومختلف المزايا الإنسانية إذا أرادوا أن تنمو شخصية الطفل وعليهم أيضًا أن ينظروا
إلى أبعادها بعين واحدة حتى يتحقق فيها التوازن والانسجام.
إن هداية الطفل إلى الحق وارتباطه بالله سبحانه وتعالى وتغذيته بالإيمان ومعرفته الحقيقيه بتعاليم الإسلام السمحة وقوانينه هو النمو الحقيقي لشخصيته لأنه سيطرد كل وهم باطل .
لذلك يجب على المربي أن يرسم الأهداف والغايات الملائمة والمنسجمة للفطرة ويضعها أمام الناشئة ويحثهم على استيعابها والعمل من أجل تحقيقها في دنيا الوجود، لأن في ذلك يكون بناء ونمو شخصياتهم وتكاملها ونجاحهما في الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى