مقال

نفحات إيمانية ومع مكانة المسجد فى غرس العقيدة “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع مكانة المسجد فى غرس العقيدة “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع مكانة المسجد فى غرس العقيدة، فكانت حياة المسلمين تدور في مجملها حول محور المسجد، والصلاة في المسجد، ولا تقبل الأعذار في التخلف عن هذه الصلاة إلا في ظروف ضيقة ومحدودة جدا، وأهم الأعمال الصالحة التي تؤدى في المساجد صلاة الجماعة، وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة تأمر بصلاة الجماعة وتبين فضلها، فمن الأحاديث التي تبين وجوب صلاة الجماعة ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس.

 

ثم أنطلق معي برجال معهم حُزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار” فهذا التهديد بالتحريق يدل على أن من ترك صلاة الجماعة فهو آثم، وهذا يدل على الوجوب لأن المستحب لا يعاقب تاركه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال “هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال نعم، قال “فأجب” رواه مسلم، فهذا يفيد بأن من سمع الأذان لا يعذر بترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، وهذا دليل على الوجوب لأن المستحب لا يُلزم المسلم بفعله.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رُفعت له بها درجة، وحُط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة” رواه البخاى ومسلم، وفي رواية أخرى لهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما “صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة” رواه البخارى ومسلم، ولقد كان تأثر المسلمين بهذه الأحاديث والآثار وأمثالها شديدا.

 

ومواظبتهم وحرصهم على حضور الجماعات في المساجد مستمرة على مدى الزمان، فالوظيفة الأولى للمساجد هي أنها أماكن عبادة، فيها يؤدي المسلمون صلواتهم وجُمعهم أو جماعاتهم، ويقرءون القرآن ويذكرون الله تعالى، وعمارة المساجد تعني تشييدها وإقامتها وبنيانها، وبالتالي عمارتها بالعبادة والاجتماع فيها للجماعة، وبقراءة القرآن والذكر، والاعتكاف وهذا هو المعنى الأهم في العمارة، وإن مهمة المساجد هي أن الله تعالى أذن أن ترفع بيوته بتعظيمها، ورفع شأنها بالتقديس والتطهير وإقامة الشعائر الدينية فيها بعد رفع قواعدها وبنيانها، وذكر الله فيها عام يشمل الصلاة نفسها، والأذان، وقراءة القرآن، والتسبيح، والدعاء، والتضرع إلى الله تعالى.

 

ولذا حث الدين الإسلامي على ارتياد المساجد وحضور الجماعة فجعل ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله من كان قلبه معلقا بالمساجد، أي بالتردد عليها، وإقامة الصلاة فيها وعمارتها، فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى