دين ودنيا

” دروس من الهجرة النبوية الشريفة ” في ندوة لإعلام بورسعيد بالتعاون مع حي الزهور

” دروس من الهجرة النبوية الشريفة ” في ندوة لإعلام بورسعيد بالتعاون مع حي الزهور

 

كتب : نيڤين بصلة

 

يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بالهجرة النبوية الشريفة والعام الهجري الجديد حيث تعلن الكثير من الدول الاسلامية العطلات الرسمية و الاحتفالات وبهذه المناسبة عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع حي الزهور برئاسة الأستاذ فوزي الوالي ندوة بعنوان ” دروس من الهجرة النبوية الشريفة ” بمكتبة الطفل بالحى استضاف فيها فضيلة الشيخ عبده محمد جزر إمام وخطيب بأوقاف بورسعيد بحضور الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و الأستاذة أسماء رخا مدير مكتبة الطفل والأستاذة نورا العزبى مدير العلاقات العامة بحى الزهور و الأستاذة نيفين بصلة مسئول الإعلام التنموي بمركز إعلام بورسعيد ومجموعة من موظفى الحى و عدد من مكلفات الخدمة العامة بالمكتبة.

واستهل اللقاء الأستاذ عصام صالح مديرمركز إعلام بورسعيد بتقديم التهنئة للأمة الاسلامية و الشعب المصري بمناسبة هذه الذكرى العطرة و تمنى لمصرنا الحبيبة و شعبها كل الخير و الرخاء و السلام في العام الهجري الجديد و توجه بالشكر لحي الزهور و مكتبة الطفل و العلاقات العامة لتعاونهم المثمر و البناء مع مركز إعلام بورسعيد في إقلامة الاحتفالالت بالمناسبات الدينية و الوطنية للتوعية و التذكير بالقيمو المعاني النبيلة لتلك المناسبات .

و تحدث فضيلة الشيخ عبده جزر مؤكداً أن المسلمين لم يتعاملوا بالتقويم الهجري إلا بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتولي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أن الأجيال الجديدة يجب ألأن تعرف و تحفظ أسماء شهور السنة الهجرية محرّم ، صفر ، ربيع أول ، ربيع ثاني ، جمادى الأول ، جمادى الثاني ، رجب ، شعبان ، رمضان ، شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة .

وأشار الشيخ عبده الى أن رسول الله صلى الله علية وسلم بذل وصاحبه أبو بكر الصديق كل ما في طاقتهما لإنجاح عملية الهجرة وهذا هو الإعداد المطلوب من المؤمنين أن يجتهدوا في الإعداد ما يستطيعون وما فوق الاستطاعة ليس مطلوبًا منهم {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] و أضاف أننا نلاحظ أن الخطة قد حدث فيها بعض العقبات الخارجة عن حدود التخطيط البشري فالمشركون قد وصلوا إلى بيت الرسول قبل الموعد الذي كان يظنه ويرتب خطته على أساسه والمطاردون وصلوا إلى باب غار ثور وسراقة بن مالك استطاع أن يصل إلى النبي وصحبه وبريدة الأسلمي وقومه وصلوا للرسول ولكن الدرس هنا أنك إذا قمت بما عليك وأخذت بما تستطيع من أسباب فإن الله سيدعم و يقف إلى جانبك و يكمل لك ما يحدث من نقص خارج عن إرادتك لذا أغشى الله عيون المشركين أمام بيت الرسول فلم يروه وهو خارج ولم يجعلهم يلقون نظرة واحدة داخل الغار حتى لا يروا حبيبه وصاحبه و غرست أقدام فرس سراقة في الرمال وألقى الرعب في قلبه وشرح صدور بريدة وقومه للإسلام فآمنوا وقد خرجوا مشركين فعادوا مسلمين.

كما أضاف فضيلته أهمية الاعتماد على الله فلم يعتمد الرسول على الأسباب وترك رب الأسباب -حاشا لله- إنما كان يعلم أن الأسباب لا تأتي بنتائجها إلا إذا أراد الله ولذلك فبعد أن بذل أسبابه كاملة تحلَّى بيقين عظيم في أن ما أراده الله سيكون و تجلى ذلك في كلمته الرائعة «مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» وظهر ذلك أيضًا في أنه لم يكن يكثر الالتفات في الطريق فقد أدى ما عليه وما أراد اللهُ واقع لا محالة وبدون هذا اليقين لا يمكن للدولة المسلمة أن تقوم.

و أن ثالث الدروس المستفادة هو الأمل والثقة في نصر الله لم يفقد رسول الله روح الأمل في أي لحظة من لحظات حياته حتى في هذه الرحلة الخطرة وهو يخرج من مكة لا يأمن على حياته ولا على حياة أصحابه إذا به يبشر سراقة ليس فقط بظهور الإسلام على قريش أو على العرب بل وبسقوط عرش كسرى تحت أقدام المسلمين وأَخذ كنوز كسرى غنيمة و أكدت الهجرة حرص رسول الله على الصحبة في كل مراحل حياته وفي كل خطوات دعوته عاش حياته في مكة بصحبة وخرج إلى الطائف بصحبة وها هو يسأل جبريل عن صاحبه في الهجرة كل هذا وهو رسول الله ولكن كل الناس يحتاج إلى صحبة وهو يعلمنا أن نبحث دائماً عن الصحبة الصالحة .

وقد طبَّق رسول الله هذه القاعدة في حياته هو شخصيًّا، مع أن الشيطان ليس له سبيل مع رسول الله، ومنذ أن شقّ صدره وقد أخرج من قلبه حظ الشيطان، وأعانه الله على الشيطان فأسلم فلا يأمره إلا بخير، ومع ذلك يحافظ على الصحبة، يعلمنا ويهدينا ويرشدنا.

و اختتم فضيلة الشيخ عبده جزر حديثه بأن من أهم دروس الهجرة النبوية الشريفة أن رسول الله القائد القدوة وضح لنا في هذه الرحلة كيف أن القائد العظيم كان يعيش معاناة المسلمين يهاجر كما يهاجرون يطارد كما يطَاردون يحزن كما يحزنون يعيش معهم حياتهم بكل ما فيها من آلام وتضحيات كان من الممكن أن ينقل الله رسوله الكريم من مكّة إلى المدينة بالبراق الذي نقله في لحظة من مكّة إلى بيت المقدس ولكن أين القدوة في ذلك؟ وأين الأسوة؟ لا بد للمسلمين من طريق عملي لبناء الأمة ولا بد أن يسير في هذا الطريق رسول الله رغم كل المعاناة والتعب.

وفى نهاية اللقاء أوصت الندوة السادة الحضور بضرورة الحرص على تعلم القيم و الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة و أن حب الوطن من الإيمان و أخذ القدوة في جميع أمور حياتنا من رسولنا الكريم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى