مقال

تحت رداء التعاطف

تحت رداء التعاطف

بقلم الكاتبة / غادة العليمى

مع بداية الشروع فى امتحانات الثانوية العامة بما لها وما عليها بكل ظروفها وملابساتها الحاليه والسابقة ، ومع سيول موجات الدعوات وروح الدعم والتعاطف لكل ابناءنا وبناتنا الطلاب

اود ايقاف الزمن لحظة لإستغلال حالة التعاطف الإنسانى الأبوى والأخوى منه لطلاب الثانوية العامة ، وانوه على اهل التعاطف ان يتذكر كل متعاطف كريم ومتعاطفه رقيقة هذا الاحساس الانسانى الجميل منهم وهذه الظروف الصعبه من القدر

حين تظهر النتيجة فلا تتبع لمن علا ومن هبط ولا التقاول على من تفوق ومن إجتاز بالكاد عتبات النجاح ولا تحقيق مع الأهل وولى الأمر بشأن من ذاكر وإجتهد ومن اهمل وفرط

ولا مقارنات غير ذات جدوى بين ابن العم وبنت الخال والسالف واللاحق من طلبة العائلة وعائلة العائلة والجيران والأصحاب والمعارف من الدرجة الخامسة عشر والمائة

ودعونى اخبركم امرا ان الضغط الوحيد والظرف الأصعب الذى يعمل له الف حساب هو ضغط الاخرون.. نعم يا سادة انتم الضغط الاكبر والامتحان الاصعب والنتيجة المخيفة لهؤلاء الصغار وهذا السعار الذى كان مشتعلا فى سناتر الدروس الخصوصية هو نتيجة هذه الجلسات العائلية المبطنة بالتحقيق والتباهى بشهادات الأبناء التى يشتريها لهم الاهل بالملازم والدروس واسماء المدارس التى تكمل برواز الوجاهه الاجتماعية والتظاهر العام فى التجمعات الخاصة بالتباهى

كلنا نعرف انه لا احد يعمل بشهادته فى مجتمعنا

كلنا ندرك ان المهندس قد يعمل محاسب والمحاسب قد يعمل كإعلامى والاعلامى من الممكن ان يصير حقوقى اكثر من خريجى كليات الحقوق نفسهم

كلنا نرى نمازج ناجحة فى مجال غير مجال دراستها متميزة عبقرية فى امر عملى لم تجازه فى دراستها النظرية

كلنا نعى ان ما يحدث مسرحية هزليه فلا الثانوية العامة تحدد المصير ولا المجموع فى التنسيق يؤهل صاحبه ليدرس ما يتمنى ليعمل ما يحب فيحب ما يعمل، كلنا تعساء فى مجالات عمل لا نحقق فيها طموحنا وكل ما نصنعه اننا نستنسخ نسخ تعيسة اخرى منا

ارفعوا ايديكم عن الصغار وكفوا عن ترديد عبارات التعاطف المبطنة بالفضول الذى سوف يتجلى قريبا جدا فور ظهور النتائج ،، فلا الثانوية تحدد مصير ولا الذى يتفوق فيها سيصير عالما ولا الذى يهبط منها سوف يصبح فاشلا والامثلة فى حياة المشاهير تثبت عبث هذه الكلمات للجميع

دعوا الخيول الصغيرة ترتاح من سباقاتكم واطلقوها فى سباقاتها التى ترغب وتحب هى وليس ما يصنع تنسيق اعمى لايفرق فى الميول كما يفرق فى الدرجات

ومادام لا احد يعمل بشهادته فى نهاية الامر ،، فلا تسألوا الصغار عن مجموعهم ولا تقيموهم بدرجاتهم ولا توجهوهم فى طريق نجاح قد ينتهى بهم الى الفشل ودعوا الخيول الصغيرة تختار سباقها بنفسها ،، من دون ضغط مستتر تحت رداء التعاطف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى