غير مصنف

حركة”طالبان” في أفغانستان

حركة”طالبان” في أفغانستان

 

إعداد:هبة المنزلاوي

 

ظهرت حركة طالبان في التسعينيات بعد خروج القوات السوفيتية من أفغانستان، وكانت تسعى في الأساس إلى فرض السلطة و تطبيق الشريعة الإسلامية وفقاً لمفهوم الحركة في أقاليم البشتون بين باكستان وأفغانستان ،وبدأت الحركة في الاتساع وبسط نفوذها على العاصمة الأفغانية كابول وبحلول عام 1998 كانت تسيطر على حوالي 90 %من أفغانستان، ونالت مساندة شعبية من عرق البشتون لكن الرأي العام العالمي رفضها، بسبب سياساتها الاجتماعية فلقد اتهمت بارتكاب الانتهاكات والتعدي على حقوق الإنسان و الثقافة و منها إقصاء النساء عن التوظيف والتعليم وتحطيم الآثار الفنية غير الإسلامية وعقب هجوم القاعدة على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر عام 2001 تحركت الولايات المتحدة في حملة ضد طالبان؛ لأنها كانت تحتضن تنظيم القاعدة واستقبال قادته البارزين مثل أسامة بن لادن ثم أطاح التحالف العسكري بزعامة الولايات المتحدة

بحركة طالبان من السلطة عن طريق تنفيذ بعض الهجمات عليها في أفغانستان ،ورغم تزايد القوات الأجنبية في المنطقة تمكنت طالبان من استرجاع نفوذها و في عام 2013 بدأت المحاولات لعمل مفاوضات سلام بين الولايات المتحدة وطالبان نتج عنها في عام 2020 عقد اتفاق نص علي إيقاف هجمات طالبان على القوات الأمريكية وخروج الولايات المتحدة من أفغانستان وبناء على ذلك أعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذ انسحاب قواتها بالكامل بحلول سبتمبر عام 2021 بعد مرور 20 عام على تواجدها في أفغانستان ومع اقتراب إتمام انسحاب القوات الامريكية بالكامل من البلاد اشتعل العنف والصراعات الدامية بين الحكومة وحركة طالبان ولقد تمكنت طالبان من السيطرة علي مناطق استراتيجية في عدة ولايات ومعابر حدودية مهمة ومنها المعابر مع طاجيكستان، وتركمانستان، وإيران وأدي ذلك إلى فرار مئات الأفغانيين إلى إيران وطاجيكستان المجاورتين وذلك أصاب روسيا بالقلق بسبب تهديد أمن حلفائها في منطقة آسيا الوسطى وهدد مسؤول في وزارة الخارجية الروسية من أن أي محاولة لطالبان لإلحاق الأذى بحلفائها فسوف تكون خسائر الحركة كبيرة ولقد انهار الجيش الأفغاني سريعاً ويرجع ذلك إلى عدة أسباب ذكرتها وسائل إعلام أمريكية مثل نيويورك تايمز التي قالت: إن عناصر الجيش الأفغاني استسلموا بسبب تخلي الحكومة عنهم في بعض المناطق كتجاهل إرسال الدعم لهم أو مروحيات تساندهم في معركتهم كما فرضت حركة طالبان حصارا عليهم في بعض المناطق وعندما نجحت طالبان في تطويق العاصمة كابل ما كان أمام الرئيس أشرف غني إلا أن غادر البلاد، ومعه عدد من المسئولين و أعلن عبر حسابه الخاص على “فيسبوك” انتصار الحركة ومن الواضح أن القيادات الأمنية في العاصمة تعمدت وقف القتال لعدم حدوث مذبحة وشهد المواطنون الأفغان أكبر حالة فزع وخوف على حياتهم وأسرعوا إلى مطار كابل الذي يقع تحت حماية الجيش الأمريكي لمغادرة البلاد، وقد سقط أفغانيون وهم يتشبثون بطائرة نقل أمريكية عسكرية أقلعت من مطار كابول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى