مقال

التسقيط والاصطياد في الماء العكر ،،

التسقيط والاصطياد في الماء العكر ،،

خالد السلامي

احيانا كثيرة نجد ان هناك من يتعمد تعكير المياه ليصطاد بها وهو يعلم جيدا ان الماء العكر لايحتوي على شيء يؤكل انما تختبئ تحته العديد من الأفاعي والضفادع وبعض الحشرات والحيوانات المائية التي لاتصلح للاستفادة منها في مأكل او في تجارة مربحة ، ومؤكد انه يبحث عن تلك الأحياء المائية التي تعيش في عكرة الماء وغالبا ماتكون مؤذية ليحاول استخدامها في إيذاء الناس او ازعاجهم لغاية في نفسه .

وتتعدد انواع هؤلاء الصيادون ، الذين اقل مايمكن وصفهم فيه انهم خبثاء ، حسب نواياهم وغاياتهم التي هي في اغلبها غايات تسقيطية تستهدف أبعاد المنافسين لهم عن طريقهم سواء في السياسة من خلال افتعال او تحريف بعض الأحداث ضد أشخاص معينين من اجل الإيقاع بهم والتشهير بهم وابعادهم عن اية منافسة على منصب او انتخابات او ما شابه ذلك. وهناك من يتعمد الاساءة الى تاجر او مقاول لابعاده عن الأسواق او الأعمال فينفرد وحده في ذلك السوق او تلك الاعمال وهكذا الحال في التنافس المهني والاجتماعي وهناك من الصيادين في المياه الاسنة داخل الدوائر من اجل التنافس على المناصب فنجد من يتلقف اي هفوة لمن يصور له عقله انه منافس له ، وربما لم تخطر على باله تلك المنافسة ، لخلق هوة عميقة بين هذا المسكين وبين المسؤول الاعلى ليضمن انه لن يفكر في جعله منافسا له مستقبلا .

وفي كل الأحوال السياسية والاقتصادية والمهنية والاجتماعية والوظيفية نجد ان صيادوا الماء العكر يشعرون دائما بنقص في شخصيتهم وامكانياتهم مما يجعلهم يخشون من اي شخص يرون فيه قوة في شخصيته وقدرة في عمله ان يكون منافسا لهم حتى وان لم يخطر ببال ذلك الشخص اية نية للمنافسة على اي شيء مما يجول في بال أولئك المتصيدون في المياه الآسنة العكرة ، ولانهم جاءوا الى أماكنهم بطرق المحسوبيةوالمنسوبية ليأخذوا تلك الاماكن من اللذين كانوا يشغلونها والذين قد يكونون سعوا بنفس الطرق للوصول إليها ، لهذا يبقى كل من وصل بطرق غير شرعية خائفا من ان يأتي آخرون ليأخذوا منه موقعه بنفس الطرق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى