مقال

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الزواج وتنظيم الأسرة، وأيضا من التوجيهات لتكوين الأسره المسلمه، هو بيان حقوق وواجبات كل منهما على الآخر، وأوجب عليهما القيام بذلك على أكمل وجه، حتى تصل سفينة هذه الأسرة إلى بر الأمان، وصدق الله إذ يقول فى كتابه الكريم فى سورة البقرة ” ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ” وقال تعالى أيضا موجها الخطاب للأزواج والزوجات على حد سواء بحسن المعاشرة كما جاء فى سورة النساء ” وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” ولذا قال الصحابى الجليل أبو ذر الغفارى لزوجته مبينا لها فن من فنون التعامل الأسري.

 

“إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب” فما أحوجنا اليوم وفى زماننا هذا لأن نكتب هذه النصيحة بماء من ذهب نهديها لكل زوج وزوجة، نهديها لكل مقبل على الزواج، نهديها لكل من يجهل فن التعامل مع زوجته، أو من تجهل فن التعامل مع زوجها عند أبسط سوء فهم يحدث بينهما، ويروى أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه سوء خلق زوجته، فوقف على بابه ينتظر خروجه، فسمع هذا الرجل زوجة عمر بن الخطاب تخاصمه، فانصرف الرجل راجعا، وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟ وخرج عمر فرآه موليا عن بابه فناداه.

 

وقال له، ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق زوجتي واستطالتهاعليّ، فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟ قال عمر بن الخطاب يا أخي، إني أحتملها لحقوق لها عليّ، إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك، فقال الرجل فكذلك زوجتي، فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فاحتملها إذن، وإن نظرة إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كفيلة إذا ما اقتدينا به أن نعيش حياة زوجية سعيدة يملؤها الحب والوئام، فلم يضرب صلى الله عليه وسلم زوجة له قط.

 

وكان صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة رضي الله عنها حبا كبيرا لأنها كانت مثالا للزوجة الصالحة التي تقف مع زوجها، ويذكر كل مسلم موقفها عند بدء نزول الوحي حين قالت للنبي الكريم صلى اللله عليه وسلم “كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” ولذا استحقت بحسن معاملتها لزوجها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بشارة النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن أبى أوفى رضى الله عنه أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجه ببيت فى الجنه؟ قال نعم، بشرها ببيت فى الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب” رواه البخارى ومسلم.

 

وهو بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب لأنها لم ترفع صوتها على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولم تتعبه، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير، رضي الله عنها وأرضاها، وهكذا فلتكن النساء، لا كما هي الحال مع بعض النساء في زماننا ترد الصاع صاعين، والكلمة كلمتين، وترد المليح بالقبيح والحسنة بالسيئة، تكفر العشير ولا ترضى باليسير، فالسيدة خديجه رضي الله عنها وأرضاها كان يذكرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد موتها ويثني عليها خيرا، ويكرم عجوزا كبيرة كانت تأتيه زمن خديجة، فلما سئل عن ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم “إن حسن العهد من الإيمان” رواه الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى