مقال

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع كلام سيد الآنام، ولذلك قال الشافعي” أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم، وكان يقول إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فإن أهل الحديث هم أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا، فعلم بذلك شرف أهل الحديث، وعلو مكانتهم في الدين، وأن الاشتغال بالحديث الشريف هو من أعظم الطاعات وأجل القربات فينبغي على المسلم أن يعتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظا وفهما، وتعلما وتعليما، وقد وردت الأدلة على الأجر في قراءة القرآن الكريم فهل هناك أجر في قراءة الأحاديث النبوية؟ نعم فإن قراءة العلم كله فيها أجر.

 

فإن تعلم العلم وطلب العلم من طريق القرآن الكريم، ومن طريق السنة النبوية الشريفة، فيه أجر عظيم، فالعلم يؤخذ من الكتاب، ويؤخذ من السنة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم” خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وقد جاء في قراءة القرآن الكريم أحاديث كثيرة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم” اقرءوا القرآن، فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة” رواه مسلم، وقال ذات يوم صلى الله عليه وسلم “أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وهو وادى في المدينة، فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم” لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين.

 

وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل” أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على فضل تعلم القرآن الكريم، وقراءة القرآن الكريم، وفي حديث ابن مسعود ضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم” من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” وهكذا السنة الشريفة إذا تعلمها المؤمن، فقرأ الأحاديث ودرسها يكون له أجر عظيم، لأن هذا من تعلم العلم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة” وهذا يدل على أن دراسة العلم، وحفظ الأحاديث، والمذاكرة فيها من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم” من يرد الله به خيرا يفقه في الدين” متفق عليه.

 

والتفقه في الدين يكون من طريق الكتاب، ويكون من طريق السنة، والتفقه في السنة من الدلائل على أن الله عز وجل أراد بالعبد خيرا، كما أن التفقه في القرآن الكريم دليل على ذلك، والأدلة في هذا كثيرة ولله الحمد، وما زال علم الحديث من أجلّ العلوم في الدراسات الإسلامية، وإنه تكفي الإشارة إلى فضل علم مصطلح الحديث وما لهذا العلم من فضل على تطور علم التاريخ، عند المسلمين أولا، ثم من خلالهم، على تطور علم التاريخ في العالم، فقد أدرك المؤرخون المسلمون، أن علم مصطلح التاريخ هو العلم الذي ينبثق منطقيا من علم مصطلح الحديث، فكما يلجأ علماء الحديث إلى قواعد للتحقق من صحة الأحاديث النبوية الشريفة ووقائع السيرة النبوية الشريفة.

 

كذلك يلجأ علماء التاريخ إلى مثل هذه القواعد للتحقق من صحة ما يتناقله المؤرخون من أحداث الزمان، ولئن انبثقت عن علم مصطلح الحديث علوم متعددة، لعلها أهمها علم الرجال، كذلك وضع علماء التاريخ قواعد وأصول فروع علم التاريخ ونظريات في فلسفة هذا العلم اصبحت اليوم ذات أثر بالغ الشأن، في تدوين وفهم الأحداث التاريخية واتجاهات المجتمعات الإنسانية في مختلف العصور والأصقاع في العالم، وقد قال الشافعي رحمه الله “سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة هى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجز أن يقال الحكمة هنا إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى