مقال

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع كلام سيد الآنام، والحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام، فأخبر صلى الله عليه وسلم، عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا، وقال المناوي” الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه، وقال محمد عبد العظيم الزرقاني، أن الحديث القدسي أوحيت ألفاظه من الله تعالى على المشهور والحديث النبوي الشريف أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والألفاظ من الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

ونسبة الحديث إلى القدس وهو الطهارة والتنزيه، لأنه صادر عن الله عز وجل من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكي له عن الله تعالى، وأما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي، هو إن الفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى أن هذه نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وحكايتها عنه صلى الله عليه وسلم، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم يحكيه ويرويه عنه سبحانه وتعالى، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

فقيل فيها أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ومصداقه قول الله في سورة النجم ” وما ينطق عن الهوى إن هو وحى يوحى “وإن من أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي، هو أن الحديث القدسي ينسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى، أما الحديث النبوي فلا ينسبه إليه صلى الله عليه وسلم، وأن الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء، وكلام الله تعالى مع مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية، أما الأحاديث النبوية الشريفه فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام.

 

وأيضا الأحاديث القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية الشريفه فهي كثيرة جدا، وأيضا الأحاديث القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وفعلية وتقريرية، وقد ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي أن عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، فقال “إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما أن بعضهم جمعها في جزء كبير ومن الأمثلة على الحديث القدسي، هو ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يقول، أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني” وما رواه الترمذي عن معاذ بن جبل رضى الله عنهم أجمعين قال.

 

” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” قال الله عز وجل، المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء” وما رواه البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال الله تعالى، ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره” ويجب علينا جميعا أن نعى جيدا علم الحديث فإن أول الخواطر التى يتعلق بها علم الحديث وأثره على تطور الحضارة عموما، وتطور فهمنا لاتجاهاتها، فان ما بذله المسلمون منذ القرن الثاني لظهور الإسلام، كان الأساس للوعي التاريخي الذي ميّز المجتمعات البشرية منذ ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى