مقال

ذكريات علي هيئة وجع

جريدة الأضواء

ذكريات علي هيئة وجع

بقلم/السيد شحاتة

مهما حاولنا النسيان إلا أن الذكريات تبقى محفورة داخلنا تذهِب بنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات حتى وإن كانت مؤلمة

فيبقى لها رونق خاص بالقلب
وتبقى الذكريات بحلوها ومرها وقود الإنسان وتذكار الماضي ودروس المستقبل

فالماضي لا يموت إنه يولد في الحاضر بألف صورة وصورة كأنا بخير وأفضل حالا من أي وقت مضى لكني أعاني من ذاكرة لا تكُف عن العبث بتفاصيل الماضي

الماضي الذي يتوارى بمكر أحيانا كاللص ولكنه لا يموت ثم يأتي بغير دعوة ولا رغبة نتذكر ونسترجع تلك الذكريات الجميلة لكي نعرف قدر من نحب ومكانته لدينا بصورةٍ أكثر ممّا كنا نتوقع

إننا لانعرف القيمة الحقيقية للحظات العمر إلي أن يغيب في أعماق ذاكرتنا بل أصبحت تلك الذكريات الجميلة تأتي إلينا علي هيئة وجع

وهنا أﻛﺘﺐ ﺳﻄﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺃﺑﺪﻉ ﺑﺤﺮﻭﻓﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﻗﻰ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﺭﺑﻤﺎ ﺧﺎﻟﺠﻨﻲ ﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺧﺮﻳﻒ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﺍﻧﺪﺛﺮﺕﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻭإتنست
ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻭإﺭﺗﺤﻞ
ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻏﺮﻗﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﺣﻼ‌ﻫﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺬﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻤﺴﺎﺕﻭﻣﺎ ﺃﺭﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ

ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕﻛﻢ ﺍﺗﻠﻬﻒ ﻟﺴﻜﻮﻧﻪﻭﻛﻢ ﺍﺷﺘﺎﻕ ﻟﺮﺟﻮﻋﻪﻣﺎ ﺃﺣﻼ‌ﻩ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺬﺑﻪ
ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﻮﻥ
ﻭﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﺘﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﺔ ﺁﻣﺎﻝ ﺗﻄﻮﻝ

ﻛﻢ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﺷﺪ ﺣﺰﻧﺎ ﻭﺟﻔﺎﺀ ﻭﻛﻢ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﺷﺪ إﻧﻄﻮاء
ﻓﻠﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﺗﺰﺭﻉ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻘﺪﻧﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺷﺠﻮﻥ ﺣﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﺒﺮﺍﺕ ﺃﻧﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﻓﺮﺍﻗﻬﻢ ﺗﺴﻘﻲ ﺟﺮﻭﺣﻨﺎ

فقد رحلوا ولم يتركوا لنا سوي بقايا ماض عطره لاينسي وصوت نتمني أن نسمعه وحضن نشتاق إليه كصور صامتة تحوي شوق لايبرد ودموع لاتجف وألم لاينتهي يقتلنا بين الحين والحين

فلماﺫﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺷﺠﻮﻥ ﻭﺃﻟﻢ
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺩﻣﻮﻉ ﻭﻧﺪﻡ
فيا ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻋﺬﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻮﻑ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ

ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﺩﺍﺋﻢ
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ ﺃﻧﻴﻦ ﻗﺎﺩﻡ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﺛﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﻛﻢ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﻭﻧﻌﻴﺶ ﺑﻤﺎﻧﺠﻮﺩ
ﻭﻟﻜﻦ فما ﺯﺍﻝ ﻟﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﺞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ

ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺃُﻧﺎﺱ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻓﻠﻦ ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻬﺎ
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺴﺎﺩﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﻊ ﺣﺐٍ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕٍ ﺑﺎﺕ ﺁﻧﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ

فماﺯﺍﻝ ﻗﺎﺭﺑﻲ ﺻﺎﻣﺪﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ وﻣﺎﺯﺍﻝ ﻃﻌﻤﻲ ﻋﺎلقا ﺭﻏﻢ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻵ‌ﻧﻴﻦ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى