مقال

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 8” 

نفحات إيمانية ومع الإهتمام بالتربية والتعليم “جزء 8”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الإهتمام بالتربية والتعليم، وكما يجب زيادة الشعور الجماعي لأفراد المجتمع الإسلامي حيث تثبت التربية الإسلامية لدى المسلم رابطة الانتماء إلى الأمة الإسلامية، والاهتمام بقضاياها المختلفة، وتوثيق أواصر الأخوة الإيمانية بين أفراد المجتمع المسلم، مما يساهم في نهضة المجتمع المسلم، وقيامه على أساس الشريعة الإسلامية، وأيضا إنشاء الفرد المسلم بشكل متزن حيث تهدف التربية الإسلامية إلى تكوين جيل يتسم بالاتزان النفسي والعاطفي، وذلك عن طريق العناية بالأطفال، وإعطاء التوجيه المناسب لهم، وحل المشكلات النفسية التي تطرأ عليهم للمساهمة في إنشاء فرد نافع لدينه وأمته، وأيضا تنمية مواهب الناشئين والعناية بها.

 

حيث يكون ذلك لإنتاج فرد مسلم يكون قادرا على الإبداع، والذي يتمتع بمجموعة من المواهب والملكات الضرورية لتقدم المجتمع المسلم في الزمن الحالي، وذلك عن طريق تنمية التفكير الابتكاري، والقدرة على معالجة المشكلات المختلفة بوضع الحلول المناسبة، وكذلك أيضا البناء الصحيح لجسد الفرد المسلم، حيث يساعد تكوين الفرد المسلم بصورة بدنية، وجسدية صحيحة على القيام بواجب الاستخلاف في الأرض، وعمارتها، واستثمار منافعها المختلفة، وحصول السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة وتقوم التربية الإسلامية على الاعتدال بين الجانب المادي، والجانب الروحي للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد منهما فهي تراعي واقعه المادي والديني.

 

بشكل متساوي دون إفراط أو تفريط في أحدهما، والحفاظ على الفطرة السليمة ورعايتها ويكون ذلك عن طريق تعريف الإنسان بربه تعالى الذي خلقه وأوجده، وقيام العلاقة بين الخالق والمخلوق على مبدأ عبودية المخلوق، وتفرد الخالق بالألوهية، وأيضا تهيئة المسلمين لحمل رسالة الإسلام، حيث يكون ذلك عن طريق إنشاء جيل قادر على نشر رسالة الإسلام في جميع أنحاء الأرض، وإقامة الحق والعدل بين الناس، ورفع كلمة الله سبحانة وتعالى في أرضه، وكما يجب علينا غرس القيم الإيمانية في النفوس حيث تهدف التربية الإسلامية إلى قيام الناس على أساس الوحدة الإنسانية، والمساواة بين الناس، كما تغرس الإخلاص واستحضار النية في النفس البشرية.

 

وتحث على الصبر، والصدق، واليقين، واستشعار مراقبة الله سبحانة وتعالى، وقد دعا الإسلام في أول نشأته إلى العلم، وحث عليه، وجعله فريضة على كل مسلم، سواء كان ذكرا أم أنثى وذلك لأن العلم وسيلة لعبادة الله تعالى بإخلاص، وهو وسيلة لتربية المسلم على الأخلاق الحميدة، وقد دعا القرآن الكريم إلى طلب العلم، والسير في طريقه فقال الله عز جل ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” ولفضل العلم رفع الله تعالى مكانة العلماء، وجعل ذكرهم مقرونا بذكره تعالى، وذكر ملائكته الكرام فقال الله تعالى “شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم” والعلماء هم ورثة أنبياء الله تعالى، وخيرته من خلقه، يستغفر لهم أهل الأرض والسماء.

 

وتمتاز التربية الإسلامية بمجموعة من الخصائص التي تكون ملامحها العامة، وتبين مفهومها الحضاري، وهذه الخصائص هى الخلق الهادف، حيث جعل الإسلام التربية من أهم أشكال العبادة، وأسماها قدرا، فيُعد المعلم عابدا لله سبحانة وتعالى إذا علم الناس الخير والصلاح، كما ويعد المتعلم عابدا لله تعالى إذا كان مقصوده من التعلم هو معرفة حقائق الأمور، وقد أكدت التربية الإسلامية على دوام التعليم واستمراريته مدى الحياة، وأيضا من الخصائص هى الوحده الوحدة والشمول، حيث دعت الشريعة الإسلامية جميع الناس إلى التعاون على الخير والبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإسلام يدعو إلى العناية بجميع مجالات المعرفة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع والفائدة والوحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى