مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 6″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء السادس مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، فقال له عمرو بن العاص‏‏ نعم أهمك أمر مصر وخراجها الكثير وعدد أهلها فتدعونا لنشير عليك فيها فاعزم وانهض في افتتاحها عزك وعز أصحابك وكبت عدوك فقال له‏‏ يا ابن العاص إنما أهمك الذي كان بيننا يعني أنه كان أعطاه مصر لما صالحه على قتال الإمام علي وقال معاوية للقوم‏ ما ترون، قالوا‏ ما نرى إلا رأي عمرو قال‏ فكيف أصنع فقال عمرو‏ ابعث جيشا كثيفا عليهم رجل حازم صارم تثق إليه فيأتي إلى مصر فإنه سيأتيه من كان من أهلها على رأينا فنظاهره على من كان بها من أعدائنا‏، فقال معاوية‏‏ أو غير ذلك، قال‏ وما هو؟ قال‏ نكاتب من بها من شيعتنا نأمرهم على أمرهم.

 

ونمنيهم قدومنا عليهم فتقوى قلوبهم ونعلم صديقنا من عدونا وإنك يا بن العاص امرؤ بورك لك في العجلة وأنا امرؤ بورك لي في التؤدة‏، فقال عمرو‏ بن العاص فاعمل برأيك فوا لله ما أرى أمرك إلا صائرا للحرب، قال‏‏ فكتب إليهم معاوية كتابا يثني عليهم ويقول‏‏ هنيئا لكم بطلب دم الخليفة المظلوم وجهادكم أهل البغي‏،‏ وقال في آخره‏‏ فاثبتوا فإن الجيش واصل إليكم والسلام‏، وبعث بالكتاب مع مولى له يقال له سبيع فقدم مصر وأميرها محمد بن أبي بكر الصديق فدفع الكتاب إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري وإلى معاوية بن حديج فكتبا جوابه‏‏ أما بعد فعجل علينا بخيلك ورجلك فإن عدونا قد أصبحوا لنا هائبين‏ فإن أتانا المدد من قبلك يفتح الله علينا وذكرا كلاما طويلا.

 

وكان مسلمة ومعاوية بن حديج يقيمان بخربتا في عشرة آلاف وقد باينوا محمد بن أبي بكر ولم يحسن محمد تدبيرهم كما كان يفعله معهم قيس بن سعد بن عبادة أيام ولايته على مصر فلذلك انتقضت على محمد الأمور وزالت دولته‏،‏ ولما وقف معاوية على جوابهما وكان يومئذ بفلسطين جهز عمرو بن العاص في ستة آلاف وخرج معه معاوية يودعه وأوصاه بما يفعل وقال له‏ عليك بتقوى الله والرفق فإنه يمن وبالمهل والتؤدة فإن العجلة من الشيطان وبأن تقبل ممن أقبل وتعفو عمن أدبر فإن قبل فهذه نعمة وإن أبى فإن السطوة بعد المعذرة أقطع من الحجة وادع الناس إلى الصلح والجماعة‏،‏ فسار عمرو بن العاص حتى وصل إلى مصر.

 

واجتمعت العثمانية إليه فكتب عمرو إلى محمد بن أبي بكر صاحب مصر أما بعد فنح عني بدمك يا ابن أبي بكر فإني لا أحب أن يصيبك مني قلامة ظفر والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك ورفض أمرك وندموا على اتباعك فهم مسلموك لوقد التقت حلقتا البطان فاخرج منها إني لك من الناصحين ومعه كتاب معاوية بن أبى سفيان يقول‏‏ يا محمد إن غب البغي والظلم عظيم الوبال وسفك الدماء الحرام لا يسلم صاحبه من النقمة في الدنيا والآخرة وإنا لا نعلم أحدا كان على عثمان أشد منك فسعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني نائم عنك وناس سيئاتك وكلام طويل من هذا النمط حتى قال‏ له ولن يسلمك الله من القصاص أينما كنت والسلام‏.

 

 

فطوى محمد الكتابين وبعث بهما إلى الإمام علي بن أبي طالب وفي ضمنهما يستنجده ويطلب منه المدد والرجال فرد عليه الجواب من عند الإمام علي بن أبي طالب بالوصية والشدة ولم يمده بأحد‏،‏ ثم كتب محمد بن أبى بكر إلى معاوية وعمرو كتابا خشن لهما فيه في القول‏، ثم قام محمد بن أبى بكر في الناس خطيبا فقال‏‏ أما بعد فإن القوم الذين ينتهكون الحرمة وينعشون الضلالة ويشبون نار الفتنة ويتسلطون بالجبرية، قد نصبوا لكم العداوة وساروا إليكم بجيوشهم فمن أراد الجنة والمغفرة فليخرج إليهم فليجاهدم في الله انتدبوا مع كنانة بن بشر فانتدب مع كنانة نحوا من ألفي رجل ثم خرج محمد بن أبي بكر في ألفي رجل واستقبل عمرو بن العاص كنانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى