مقال

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 12″

نفحات إيمانية ومع أول رجل سل سيفه فى الإسلام ” جزء 12″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى عشر مع أول رجل سل سيفه فى الإسلام، وكان لما طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده، في ستة ممن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضى وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا، ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى، ومات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه.

 

ودُفن يوم الأحد أول محرم سنة أربعه وعشرين من الهجرة، بالحجرة النبوية إلى جانب أبي بكر الصديق والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمره خمسا وستين سنة، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة، وبعد الانتهاء من دفن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت السيدة عائشة بنت أبي بكر، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت فاطمة بنت قيس الفهرية وهى أخت الضحاك بن قيس، وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف “اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم” فقال الزبير،جعلت أمري إلى علي بن أبى طالب، وقال طلحة، جعلت أمري إلى عثمان بن عفان، وقال سعد.

 

جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف، وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف، أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه، فأسكت الشيخين، فقال عبد الرحمن بن عوف، أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما، قالا نعم، وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة وهو اليوم الأخير من شهر ذي الحجة سنة ثلاثة وعشرين من الهجرة، أعلن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه، البيعة لعثمان بن عفان وقال “أما بعد، يا علي، إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا.

 

فقال عبد الرحمن بن عوف مخاطبا عثمان بن عفان “أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده” فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون، وكان الزبير بن العوام رضى الله عنه، من جملة أنصار الخلفة عثمان بن عفان في الفتنة، فلما قُتل عثمان بن عفان، ندم الزبير وأصحابه على عدم مساعدته، وعزموا على الأخذ بثأر عثمان، وبعدما بايع علي بن أبي طالب، طلب منه الزبير وطلحة تعجيل إقامة القصاص، واقترحا أن يخرجا للبصرة والكوفة، فقال طلحة، دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل، وقال الزبير، دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل، فأمرهما علي بالتريّث، وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان.

 

خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة والتقوا بالسيدة عائشة بنت أبي بكر، وكان وصولهما إلى مكة في ربيع الآخر سنة سته وثلاثين من الهجرة، ودعا الزبير الناس إلى الأخذ بثار عثمان فقال، ننهض الناس فيدرك بهذا الدم لئلا يبطل فإن في إبطاله توهين سلطان الله بيننا أبدا إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إلا قتله هذا الضرب، وقرروا الخروج إلى البصرة ثم الكوفة، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان بن عفان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك، ولما وصلوا البصرة، أرسل لهم والي البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي، فذهبا إلى السيدة عائشة رضى الله عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى