مقال

نفحات إيمانية ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الرّجّال بن عنفوة، وروى الواقدي عن رافع بن خديج قال كان في الرّجّال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير، فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء عجيب فخرج علينا يوما والرجال معنا جالس فقال أحد هؤلاء النفر في النار فقال رافع فنظرت فإذا هم أبو هريرة وأبو أروى والطفيل بن عمرو والرّجّال فجعلت أنظر وأتعجب فلما ارتدت بنو حنيفة سألت ما فعل الرّجّال فقالوا افتتن وشهد لمسيلمة أن رسول الله أشركه في الأمر فقلت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحق قالوا وكان الرّجّال يقول كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا يعني مسليمة ورسول الله صلى الله عليه و سلم.

وقيل أنه جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وحوله جماعة من المسلمين وبينما الحديث يجري، أطرق الرسول لحظات، ثم وجّه الحديث صلى الله عليه وسلم لمن حوله قائلا ” ان فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد ” وظل الخوف بل لرعب من الفتنة في الدين، يراود ويلح على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كل منهم يحاذر ويخشى أن يكون هو الذي يتربّص به سوء المنقلب وسوء الختام، ولكن جميع الذين وجّه اليهم الحديث يومئذ ختم لهم بخير، وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله، وما بقي منهم حيّا سوى أبي هريرة والرّجّال لن عنفوة، ولقد ظل أبو هريرة رضى الله عنه، ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك النبوءة.

ولم يرقأ له جفن، وما هدأ له بال حتى دفع القدر الستار عن صاحب الحظ التعس، فارتدّ الرّجّال عن الاسلام ولحق بمسيلمة الكذاب، وشهد له بالنبوّة، هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء المنقلب وسوء المصير، والرّجّال بن عنفوة هذا، ذهب ذات يوم الى الرسول مبايعا ومسلما، ولما تلقّى منه الاسلام عاد الى قومه، ولم يرجع الى المدينة الا اثر وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واختيار أبو بكر الصدّيق خليفة على المسملين، وقد نقل الى أبي بكر الصديق رضى الله عنه، أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة الكذاب، واقترح على الصديق أن يكون مبعوثه اليهم يثبتهم على الاسلام، فأذن له الخليفة ابو بكر الصديق.

وتوجّه الرّجّال الى أهل اليمامة، ولما رأى كثرتهم الهائلة ظن أنهم الغالبون، فحدثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذاب التي ظنها مقبلة وآتية، فترك الاسلام، وانضم لصفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود، وكان خطر الرّجّال على الاسلام أشد من خطر مسيلمة ذاته، ذلك، لأنه استغل اسلامه السابق، والفترة التي عاشها بالمدينة أيام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظه لآيات كثيرة من القرآن، وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين، وقد استغلّ ذلك كله استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة الكذاب، وتوكيد نبوّته الكاذبة، ولقد سار بين الناس يقول لهم، انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” انه أشرك مسيلمة بن حبيب في الأمر”

وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، فأحق الناس بحمل راية النبوة والوحي بعده، هو مسيلمة، ولقد زادت أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب الرّجّال هذا، وبسبب استغلاله الماكر لعلاقاته السابقة بالاسلام وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرق المسلمون غيظا من هذا المرتد الخطر الذي يضل الناس ضلالا بعيدا، والذي يوسّع بضلاله دائرة الحرب التي سيضطر المسلمون أن يخوضوها، وكان أكثر المسلمين تغيظا، وتحرقا للقاء الرّجّال هو الصحابي الجليل زيد بن الخطاب وهو أخو عمر بن الخطاب فكان أخوه الأكبر، والأسبق إلى الإسلام منه رضى الله عنهم، وكما سبقه الى الشهادة في سبيل الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى