مقال

نفحات إيمانية ومع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين، وسوف نتحدث فى هذا المقال عن رجل أراد القصاص والثأر من قتلة الحسين بن على رضى الله عنه وأرضاه ألا وهو المُسَيّب بن نجبة، ويجب أن نعلم جميعا أولا، أنه مما شرع الله تعالى لعباده هو القصاص في النفوس أو فيما دونها، وذلك لوأد الثارات، وإطفاء نيران الانتقام، وإحلال الأمن في الناس، وإزالة أسباب الخوف والفوضى والاضطراب، ولقد كان العرب في جاهليتهم يعظمون الثأر والانتقام، ويقدمونه على العفو أو القصاص، وإذا قتل القتيل فيهم لم يهدئوا حتى يصيبوا ثأرهم، ويشفوا صدورهم بالانتقام ممن قتله، ومن مقولاتهم المشهورة “الدم لا يغسل إلا بالدم”

 

وقيل لأعرابي” أيسرك أن تدخل الجنة ولا تسيء إلى من أساء إليك؟ فقال، بل يسرني أن أدرك الثأر وأدخل النار” وكان بقتل رجل واحد تفنى عشيرة وتقتل قبيلة، لأن الثأر والانتقام حين يثور لا يخمد إلا بفناء أحد الفريقين، وقد فنيت قبيلة بكر وتغلب في دم قبيلة وائل ربيعة، واستمر الثأر والانتقام فيهم أربعين عاما، فلما جاء الله تعالى بالإسلام ألغى به رسوم الجاهلية وثاراتها، وشرع القصاص العادل، وأما عن المُسَيّب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فرارة الفزارى، فهو تابعي، والتابعون في التاريخ الإسلامي هم شخصيات إسلامية لم تعاصر النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولكن عاشت في فترة لاحقة بعد وفاته.

 

وكان ذلك في القرن الأول والقرن الثاني الهجري، أو عاشت في فترته ولم تره وإنما كان إيمانها ودخولها للإسلام بعد وفاته، وكان لها دور ملحوظ في فترة حياتها فتعلمت الحديث من الصحابة وعلمته إلى غيرها وكانوا من الذين يتبعون سنن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وقد قيل عن المُسَيّب بن نجبة أنه أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان رأس قومه، وقد شهد معركة القادسية وفتوح العراق، ومعركة القادسية هى أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس وقد وقعت فى الثالث عشر من شهر شعبان فى السنة الخامسة عشر من الهجرة، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية.

 

وقد انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم، وكانت هى أحد أهم المعارك لفتح العراق، وقد شهدت المعركة تحالف للإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل الذي زوج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد كرمز للتحالف، وكان المُسَيّب بن نجبة مع الإمام علي بن أبي طالب في مشاهده، وقد سكن الكوفة، والكوفة هى مدينة عراقية ومركز قضاء تتبع إداريا إلى محافظة النجف في منطقة الفرات الأوسط جنوب العاصمة بغداد، وكانت المدينة هى عاصمة للخلافة الإسلامية في زمن الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب، والمركز الرئيسي وكان لوجود الكثير من العلماء المسلمين بها فقد اتخذها الخليفة علي بن أبي طالب عاصمة لحكومته .

 

بعد الانتقال من المدينة إليها، وقيل أن المُسَيّب هو من أصحاب الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وقيل أنه كان من أصحاب الحسن بن على ، وقيل أن المُسَيّب بن نجبة من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم الذين أفناهم الحرب، وقيل أنه كان ممن خرج إلى نصرة الإمام علي بن أبى طالب، في حرب الجمل مع جماعة، فاستقبلهم علي بن أبى طالب، على فرسخ وقال مرحبا بكم أهل الكوفة وفئة الاسلام ومركز الدين، وقيل أنه كاتب الحسين رضى الله عنه، مع سليمان بن صرد ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر، وطلبوا منه أن يأتي العراق وكتبوا في آخره، إنه لو بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه وهم يقصدون النعمان بن بشير، وهو والي الكوفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى