مقال

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع ماء السماء بن حارثة، وأما عن الحجاج بن يوسف، فهو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي وهو قائد في العهد الأموي، وقد ولد ونشأ في الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك بن مروان، وأمره الخليفه عبد الملك عسكره، وقد أمره أيضا عبد الملك بن مروان بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله بن الزبير، وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة.

 

وقد بنى مدينة واسط ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس، وكان سفاكا مرعبا بإتفاق معظم المؤرخين وقد عُرف بـإسم المبير أي المُبيد، وأما عن يزيد بن المهلب فقد ظل في الحبس مدة ثم استطاع الهرب إلى الشام ليحتمي بجوار سليمان بن عبد الملك، فولاه سليمان بعد موت الحجاج بن يوسف العراق ثم خراسان، فعاد إليها وافتتح جرجان وطبرستان، ثم نقل إلى إمارة البصرة، فأقام فيها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز، وأما عن سليمان فهو الخليفه سليمان بن عبد الملك وهو الخليفة الأموي السابع، وقد حكم حتى وفاته، وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وقد كان واليا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان.

 

ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وقد أجار سليمان عنده يزيد بن المهلب وهو أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف، حيث كان سليمان يستاء من الحجاج بن يوسف، وقد أسس سليمان مدينة الرملة وفيها قصره والمسجد الأبيض، وقد حلت محل اللد، وتطورت الرملة وأصبحت مركزا اقتصاديا وموطنا للعديد من العلماء المسلمين، واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر، وأما عن الشام، فهى بلاد الشام أو سوريا التاريخية، أو سوريا أو سيريا، وهو اسم تاريخي لجزء من المشرق العربي يمتد على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط إلى حدود بلاد الرافدين.

 

وتشكل هذه المنطقة اليوم بالمفهوم الحديث كل من سورية ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية والضفة الغربية وقطاع غزة ، بالإضافة إلى مناطق حدودية مجاورة مثل منطقة الجوف ومنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، وتشمل المناطق السورية التي ضُمت إلى تركيا إبّان الانتداب الفرنسي على سورية، وقسمًا من سيناء والموصل، وعند البعض فإن المنطقة تتسع لتشمل قبرص وكامل سيناء والجزيرة الفراتية وأما عن يزيد بن المهلب فقد عزل الخليفه الراشد عمر بن عبد العزيز ابن المهلب من ولاية البصرة، وطلبه من عدي بن أرطأة الفزاري فجيء به إلى الشام فطالبه بالأموال التي كانت عنده في عهد سليمان بن عبد الملك فأنكرها.

 

فحبسه بحصن حلب أوقلعة حلب وهو قصر محصن ويعود إلى العصور الوسطى وتعتبر قلعة حلب هى إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، ويعود استخدام التل الذي تتوضع عليه القلعة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث احتلتها فيما بعد العديد من الحضارات بما في ذلك الإغريق والبيزنطيين والمماليك والأيوبيين، بينما يظهر أن أغلب البناء الحالي يعود إلى الفترة الأيوبية وقد أجرت عليها مؤسسة آغا خان للثقافة، والجمعية الأثرية في حلب عمليات حفظ واسعة حيث تقع القلعة في مركز المدينة القديمه والتي أدرجتها منظمة اليونسكو على لائحة مواقع التراث العالمي، وأما عن يزيد بن المهلب، فكان لما مرض عمر بن عبد العزيز فى المرض الذي مات فيه وثب غلمان يزيد فأخرجوه من السجن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى