مقال

نفحات إيمانية ومع أبا حنظله مالك بن نويرة ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أبا حنظله مالك بن نويرة ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أبا حنظله مالك بن نويرة، وماذكره ابن حجر في كتابه الإصابة حيث قال وأما أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح، لأن إسناده منقطع، في حين تذكر مراجع أخرى نسخة مختلفة، حيث يقول الواقدى في كتاب الردة “ثم قدم خالد بن الوليد، مالك بن نويرة ليضرب عنقه، فقال مالك أتقتلني وأنا مسلم أصلي القبلة، فقال له خالد بن الوليد لو كنت مسلما لما منعت الزكاة ولا أمرت قومك بمنعها، والله لما قلت بما في منامك حتى أقتلك، قال فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته فنظر إليها ثم قال يا خالد، بهذا تقتلني، فقال خالد بل لله أقتلك برجوعك عن دين الإسلام وجفلك لإبل الصدقة، وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم.

 

قال ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك، ودخل بها، وعلى ذلك أجمع أهل العلم” وأما رأى ابن تيمية ثم يقال غاية ما يقال في قصة مالك بن نويرة إنه كان معصوم الدم، وإن خالدا قتله بتأويل، وهذا لا يبيح قتل خالد، ومعلوم أن خالدا قتل مالك بن نويرة لأنه رآه مرتد وبالجملة فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد, والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم، وهذا مما حرمه الله ورسوله، وكما يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، فيقال إن الأسارى باتوا فى كبولهم في ليلة باردة شديدة البرد، فنادى منادى خالد أن دافئوا أسراكم، فظن القوم أنه أراد القتل، فقتلوهم، وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة،.

 

فلما سمع خالد الواعية خرج وقد فرغوا منهم، فقال إذا أراد الله أمرا أصابه، واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة، وهي أم تميم ابنة المنهال، وكانت جميلة، فلما حلت بنى بها ويقال بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة، وقال ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك إن صاحبكم كان يزعم ذلك، فقال أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار، اضرب عنقه، فضرب عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين، وطبخ على الثلاثة قدرا، فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم، ويقال إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم يفرغ الشعر لكثرته، وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع.

 

وتقاولا في ذلك، حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الخليفة أبى بكر الصديق، وتكلم عمر مع أبى قتادة في خالد، وقال للصديق اعزله، فإن في سيفه رهقا فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله على الكفار، وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصديق خالدا، وعمر يساعده وينشد الصديق ما قال فى أخيه من المراثي، فوداه الصديق من عنده، وتكاد تتفق العديد من الروايات التاريخية حول زواج سيف الله المسلول خالد بن الوليد من ليلى بنت سنان، وهى زوجة مالك بن نويرة، أحد الذين قتلوا فى حروب الردة، وتزيد بعض الروايات على ذلك، فتقول إن خالد تطلع إليها قبل قتل زوجها مالك بن نويرة، ولهذا قتله بغيا من أجل أن يتزوج منها، وقد اختلفت الآراء، في مقتل مالك بن نويرة اختلافا كثيرا.

 

أقتل مظلوما أم مستحقا ؟ أى أنه قتل أكافرا أم مسلما؟ ولكن أن الذى أردى مالك هو كبره وتردده، فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب, وإلا لما ماطل هذه المماطلة فى التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تأدية حق بيت مال المسلمين المتمثل بالزكاة, وقيل أن الرجل كان يحرص على زعامته ويناكف في الوقت نفسه بعض أقربائه من زعماء بني تميم الذين وضعوا عصا الطاعة للدولة الإسلامية، وأدوا ما عليهم لها من واجبات، وقد كانت أفعاله وأقواله على السواء تؤيد هذا التصور، فارتداده ووقوفه بجانب سجاح بن الحارث مدغية النبوة وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبى بكر الصديق وعدم إصاخته لنصائح أقربائه المسلمين في تمرده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى