مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن جحش بن رئاب ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن جحش بن رئاب ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن جحش بن رئاب، وقد أسلم أبو أحمد بن جحش مع أخويه عبد الله وعبيد الله قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم يدعو فيها، ويعتبر مع أخيه عبد الله، وكان بعد أبي سلمة بن عبد الأسد وهو ثاني مهاجر في الإسلام حيث هاجر مع أخيه عبد الله بن جحش، وكان أبو أحمد رجلا ضريرا، وكان يطوف مكة طولها وعرضها من غير قائد، ولما هاجر كان بيتهم أفضل بيوت مكة فاستولى عليه أبو جهل بن هشام لما مر به مع عتبة بن ربيعة وقال أصبحت دار بني جحش تبكى أصحابها فاستولى عليها، فشكى عبد الله ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم “ألا ترضى أن يرزقك الله بيتا في الجنة؟ ”

 

وأما عن الهجرة إلى الحبشة فهو حدث تاريخي إسلامي، وهو هجرة بعض المسلمين الأوائل من مكة إلى بلاد الحبشة وهى مملكة أكسوم، وكان ذلك بسبب ما كانوا يلاقونه من إيذاء من زعماء قريش، فدعاهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، للخروج إلى أرض الحبشة مادحا ملكها أصحمة النجاشي بأنه ملك لا يُظلم عنده أحد، فخرج عدد من المسلمين، وكانت الهجرة الأولى إلى الحبشة في رجب من العام الخامس بعد البعثة، وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وأمَّروا عليهم عثمان بن مظعون، ثم بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجع بعض منهم إلى مكة فلم يجدوا ذلك صحيحا، فرجعوا، وسار معهم مجموعة أخرى إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية.

 

وكانوا ثلاثة وثمانين رجلا وزوجاتهم وأبنائهم، على رأسهم جعفر بن أبي طالب، وأما عن عبد الله بن جحش، فقد هاجر مع أخوه أبي أحمد وعكاشة بن محصن وأبي سنان بن محصن وسنان بن أبي سنان وشجاع بن وهب وعقبة بن وهب وأربد بن حميرة ومعبد بن نباتة وسعيد بن رقيش ويزيد بن رقيش ومحرز بن نضلة وقيس بن جابر وعمرو بن محصن بن مالك ومالك بن عمرو وصفوان بن عمرو وثقاف بن عمرو وربيعة بن أكثم والزبير بن عبيد وهم حلفاء بني عبد شمس إلى يثرب، فنزلوا جميعا على مبشر بن عبد المنذر، وقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عاصم بن ثابت، وأما عن مُبشر بن عبد المنذر فهو صحابي من الأنصار من بني أمية بن زيد من الأوس، وقد أسلم مبشر.

 

ولما هاجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، فقد آخى بين مبشر وعاقل بن البكير، وقد شهد غزوة بدر مع أخويه أبو لبابة الأنصاري ورفاعة بن عبد المنذر، وقُتل مبشر في المعركة، وقد بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن جحش على رأس سرية من المهاجرين إلى نخلة، وكتب له كتابا وقال له ” إذا سرت يومين، فإنشره فإنظر فيه، ثم إمض لأمري الذي أمرتك به ” وقد شارك عبد الله بن جحش مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في غزوة بدر، كان ممن استشارهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في أمر الأسرى، وقد دعا عبد الله بن جحش قبل غزوة أحد، وفي اليوم التالي قتل عبد الله بن جحش، وقد قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي، ومُثل بجثته.

 

ودفن مع خاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد، وكان عمره يوم قتل بضع وأربعين سنة، وكان عبد الله بن جحش، رجلا ليس بالطويل ولا القصير، وكان كثير الشعر، وبعد وفاته كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وصيا على ماله، فاشترى لابن عبد الله أرضا بخيبر، وقد قال ابن إسحاق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفله من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد وهم أبو حذيفة بن عتبة وعكاشة بن محصن بن حرثان حليف بني أسد بن خزيمة وعتبة بن غزوان حليف بني نوفل وسعد بن أبي وقاص الزهري وعامر بن ربيعة الوائلي حليف بني عدي وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع التميمي حليف بني عدي أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى