مقال

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الإصلاح والتنمية البشرية، وإن التنمية هى عملية شاملة بحيث تشمل جميع أطر حياة المجتمعات، لتغطى جميع نشاطات وفعاليات المجتمع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وكذلك السياسية، والتعليمية، فلا يجب أن تقتصر على جانب واحد من جوانب حياة المجتمعات، فهي عملية مستمرة تتطلب فترة طويلة لتحقيقها، حيث تعد عملية مخططة، فهى لا تتم بشكل عشوائى ودون حسابات مدروسة، بل هي تتحقق بناء على الخطط والأهداف الموضوعة، مع ضرورة وضع الخطط والأهداف بطريقة علمية، وأيضا فإن التنمية تهدف إلى تحقيق أسلوب الحياة الجيد للناس، كما أنها تهدف إلى إيصال المجتمعات إلى حالة الرفاهية والعدالة المجتمعية والقضاء على كل أسباب الظلم.

 

وتعتبر عملية استثمارية، فهي تتطلب أموالا طائلة لتحقيق التنمية الشاملة، وهى عملية إدارية لأنها تعتمد على كفاءة الجهاز الإدارى للدولة، وكما أنها تعتمد على المهارات الإدارية التي يتمتع بها أصحاب المؤسسات المختلفة التي تساهم فيها، التنمية جذابة بحيث تكمن جاذبيتها في النتائج التي تتحقق بسببها، ومن أشكال هذه الجاذبية الرخاء الاقتصادى والسلامة الاجتماعية، وإن للشباب دورا كبيرا ومهما في تنمية المجتمعات وبنائها، كما أن المجتمعات التي تحوى على نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها وترفعها، لذلك فالشباب ركائز أى أمة، وأساس الإنماء والتطور فيها، كما أنهم بُناة مجدها وحضارتها وحماتها.

 

ويختلف تَعريف الشباب من الناحية اللغوية ومن الناحية المستخدمة دوليا فتعرف كلمة الشباب الفتاء والحداثه، وهو عكس الشيب والهرم، والشباب فى التعريف الدولى هم الأفراد الذين تكون أعمارهم بين أربعة عشر عاما وأربعة وعشرين عاما، وإن الشباب هم عماد أى أمة وسر النهضه فيها، وهم بناة حضارتها، وخط الدفاع الأول والأخير عنها ويشاركون فى عمليات التخطيط المهمه لأى أمة، وقد عرفت هيئة الأمم المتحدة تنمية المجتمع بأنها العمليات والممارسات التى يتعاون فيها الأهالي، ويضمون جهودهم مع جهود الحكومات لتطوير وتحسين ظروف المجتمع المحلى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وللسعى لتكامل المجتمعات فى واقع الأمة وجعلها قادرة على الاشتراك في مسيرة التقدم القومى.

 

وتسعى التنمية لتعزيز قدرات الإنسان وأفكاره وتوجهاته، وترقى بإمكانياته وتحفظ مصالحه وحرياته حيث يعد الإنسان غاية لها، كما أنها تعنى بجوانب الإنسان المعنوية لتمكنه من أن يكون فردا صالحا قادرا على تحقيق حاجاته وحاجات مجتمعه، كما يعد الإنسان الوسيلة والأداة التي تقوم التنمية بتحقيق غاياتها وطموحاتها من خلاله عبر تفاعله الإيجابى، وعلمه، ووعيه بعقبات الأمة ومشاكلها، وإن للشباب العربى فى المجتمعات العربية خصائص مشتركة وسمات يتميز بها، ومنها هو التطلع دائما نحو الحرية والديمقراطية، والمخاطرة والشجاعة والجرأة، والحماس للابتكار والتحدى، والإنجاز، والقدرة، والسرعة العالية على حشد الجماهير.

 

وتتفاوت المتطلبات التى يفرضها المجتمع على الشباب من مجتمع لآخر، ومن بيئة لأخرى، إلا أنها توجد بعض النقاط التى تشترك المجتمعات كلها في طلبها من الشباب، لتصل في نهاية المطاف لتنمية وإنماء مجتمعى حقيقى وفعال، وهذه النقاط هى الاعتدال والوسطية، وعدم التعصب والتطرف في القضايا المختلفة التى يواجهها المجتمع، إنماء قيم المنافسة الفعالة والإيجابية، والحد من الاعتماد والاتكال على الظروف الخارجية لتحصيل الفرص وإحراز النجاح، والاعتماد فى ذلك على الذات، والسعى لتعزيز الهوية الوطنية والقومية، لجعلها هوية ترفع من شأن الشباب وتزيد من احترامهم، ويمكن تعريف الدور الاجتماعي على أنه مجموعة من المعايير والأسس المتخصصة بسلوك وفعل شخص له دور محدد في الجماعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى