مقال

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع مالك بن أوس بن جذيمة، وكان من الذين تعاهدوا على الثبات في وجه الروم، وذلك عندما وقف عكرمة بن أبي جهل يقول “من يبايع على الموت” فكان ضرار بن الأزور، أول من استجاب له، وأخذ يشجع الناس على الصبر والثبات، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حديث اللقوح، فقال، بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرني أن أحلبها فقال، دع داعي اللبن، وقد قيل إن أخته هي السيده خولة بنت الأزور، وقيل أن ضرار بن الأزور الأسدي، قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنه عبد الله بن سنان، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ويعقوب بن بجير.

 

وقد كان ضرار، هو أحد الشعراء الابطال، وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسله إلى بني الريان ثم شهد قتال مسيلمة وأبلى يومئذ بلاء عظيما وقد استشهد يوم أجنادين في خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، واختلف في وقت وفاته، فقال الواقدي بأنه استشهد باليمامة، وقال أبو عروبة الحراني بأنه نزل حران ومات بها، وقد روى البخاري في تاريخه من طريق هارون بن الأصم، بأنه جاء كتاب عمر بن الخطاب، بسبب ما فعله ضرار وقد مات ضرار، فقال خالد بن الوليد، ما كان الله ليخزي ضرارا، وشرح هذه القصة ما أورده يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند له، وهو أن خالد بن الوليد قد ارسل ضرار بن الأزور، في سرية فأغاروا على حي فاخذوا امرأة جميلة.

 

فسأل ضرار أصحابه ان يخصوه بها ففعلوا، فوطئها ثم ندم فقدم على خالد بن الوليد، فقال له، قد طيبتها لك، فقال، لا حتى تكتب إلى عمر بن الخطاب، فجاء كتاب عمر بن الخطاب، أن ارجمه، فمات ضرار قبل الكتاب، ويقال انه هو الذي قتل مالك بن نويرة بأَمر من خالد بن الوليد، ويقال إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب ، فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه ادعهم فسائلهم فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ففعل، فقالوا إنها حرام، وضرار بن الأزور، هو ذلك الصحابي الذي هجم على جيش الروم وحده، وأخذ يضرب فيهم يمنة ويسرة ولم يستطيعوا إيقافه، وكان يخرج أبطال الروم وقادتهم إليه.

 

ويتهاوون واحدا تلو الآخر وهو كالهرم الشامخ لا يتزحزح، حتى اذا أراد الرجوع تبعته كتيبة كاملة من جيش الروم بعدد ثلاثون مقاتل تحاول القضاء عليه، وهنا يخلع درعه من صدره، ويرمى الترس من يده و يخلع قميصه فزادت خفته وقوته، وانطلق إلى الكتيبة الرومية فقتل منهم عددا كبيرا وفر الباقون، فانتشرت أسطورة في جيش الروم عن الشيطان عاري الصدر، إنه ضرار بن الأزور، وقد كان ذلك في معركة أجنادين التي وصل فيها ضرار بن الأزور، رضي الله عنه، إلى قائد الروم، وردان، وعندما شاهده عرف من تلقاء نفسه أنه الشيطان عاري الصدر، ودارت مبارزة قوية بينهما، فأخترق رمح ضرار صدر وردان، وأكمل سيفه المهمة وعاد براس وردان، إلى المسلمين.

 

وعندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات الله أكبر الله أكبر الله أكبر، وفي معركة مرج دهشور، أنه قد قابل ضرار بن الأزور، أحد قادة الروم ، ويدعى بولص كان يريد الثأر لوردان ، وبدأت المعركة بينهما ، فحين وقع سيف ضرار على رقبة بولص نادى على خالد بن الوليد، وقال له يا خالد أقتلني أنت، ولا تدعه يقتلني، فقال له خالد بن الوليد، بل هو قاتلك وقاتل الروم، وقد كان ضرار بن الأزور، سببا في تثبيت المسلمين في معركة اليمامة التي كانت من أحد أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، فقد استشهد فيها الكثير من الصحابة، وهي من حروب الردة في العام الثانى عشر، للهجرة بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وقد قاتل هناك قتلا شديدا حتى أصيب في ساقيه الاثنتين ولكنه استكمل القتال على ركبتيه ولكنه تعافى بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى