مقال

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع عبد الله بن زيد الأنصاري ” جزء 1″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

أمر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أن يبلغ الدين للناس كافة، فقال سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم فى سورة سبأ ” وما أرسلناك إلا كافة للناس ” فصدع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بما أُمر به، ودعا قومه ومن حوله أولا، وتعرض هو وأصحابه لمحن كثيرة، وحوربوا بأساليب شتى، وعندما استقر له الأمر، وأصبحت له دولة بالمدينة المنورة، قام بإرسال رسائل مع بعض رسله وسفرائه لدعوة الملوك والأمراء في جميع أقطار الأرض إلى الإسلام، وتعتبر رسائل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى الملوك والأمراء نقطة تحول هامة في سياسة دولة الإسلام الجديدة في المدينة المنورة، إذ بها نقل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم دعوته إلى ملوك الأرض وشعوبها.

 

وعرّفهم بالدين الجديد، الذي يكفل لأتباعه سعادة الدارين، وفي ذلك دلالة على عالمية الإسلام، وتلك العالمية التي أكد عليها القرآن الكريم في قول الله تعالى، فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” وإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قد بعث بعض أصحابه رضوان الله عليهم برسائل إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأما عن الصحابى عبد الله بن زيد، فإن عبد الله بن زيد الأنصاري صحابي من الأنصار، وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وقد شهد مغ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بدرا وأحدا والخندق وباقي المشاهد، وهو الذي رأى رؤيا الأذان في النوم، فأمر النبى صلى الله عليه وسلم، الصحابى بلال بن رباح أَن يؤذن على ما رآه عبد الله.

 

وله أحاديث يسيرة، وحديثه في السنن الأربعة، عبد الله بن زيد ابن عبد ربه بن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي المدني البدري وهو من سادة الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولقد جاء في التفسير الكبير أن قولالله سبحانه وتعالى “ومن يطع الله والرسول فأولئك من الذين أنعم الله عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” فقد نزلت فيه حين ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم، يشكو له شوق الصحابة إليه عندما يغيبون عنه، مما دعاه للتساؤل كيف لهم أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم، في الآخرة وهو في مرتبة عالية في الجنة، فنزلت تلك الآية، وكما يذكر التفسير أنه لما بلغه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، دعا الله أن يعميه لكيلا يرى بعده أحد، فعمي لساعته.

 

فهذا هو الصحابى عبد الله بن زيد ابن عبد ربه بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي المدني البدري، وعن بشر بن محمد ابن عبد الله بن زيد قال قدمت على عمر بن عبد العزيز فقلت يا أمير المؤمنين أنا ابن صاحب العقبة وبدر وابن الذي أري النداء فقال عمر بن عبد العزيز “يا أهل الشام هذي المكارم لا قعبان من لبن، شيبا بماء فعادا بعد أبوالا” وكان عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد، وهو من بني جُشم بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري الخزرجي الحارثي، وكان يكنى أبا محمد، وكان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، وهو أخو حريث بن زيد بن عبد ربه، وكان لعبد الله بن زيد من الولد محمد وكانت أمه هى السيده سعدة بنت كليب، وأمّ حميد بنت عبد الله وكانت أمها من أهل اليمن.

 

 

ولعبد الله بن زيد عقب بالمدينة وهم قليل، وإن هذا الصحابى قد رأى الأذان في المنام فأخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فأقره وشرعه للأمة علما بأن هذا الصحابي ليس له إلا حديث واحد وهو حديث الأذان فعن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال ” لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال فقلت، يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟ قال قلت ندعو به إلى الصلاة، فقال أفلا أدلك على خير من ذلك فقلت بلى، قال تقول الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى