مقال

نفحات إيمانية ومع خالد بن زيد الأنصاري ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع خالد بن زيد الأنصاري ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع خالد بن زيد الأنصاري، فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا مشفق فسألته, فانتقل إلى الغرفة, قلت يا رسول الله, كنت ترسل إليّ بالطعام فأنظر, فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام, فقال صلى الله عليه وسلم “أجل إن فيه بصلا, فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلوا ” ويروي الزهري, عن عطاء بن يزيد الليثي, عن أبي أيوب الأنصاري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة, ولا يولها ظهره, شرقوا أو غربوا” وعن البراء بن عازب, عن أبي أيوب رضي الله عنهما قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وجبت الشمس, فسمع صوتا.

 

فقال “يهود تعذب في قبورها” وعن ابن شهاب, عن عطاء بن يزيد الليثي, عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا, وخيرهما الذي يبدأ بالسلام” وعن الزهري، عن سالم، قال أعرست، فدعا أبي الناس، فيهم أبو أيوب، وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر, فجاء أبو أيوب، فطأطأ رأسه، فنظر فإذا البيت مستر, فقال يا عبد الله، تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا، غلبنا النساء يا أبا أيوب, فقال من خشيت أن تغلبه النساء، فلم أخش أن يغلبنك, لا أدخل لكم بيتا، ولا آكل لكم طعاما، وعن محمد بن كعب، قال كان أبو أيوب يخالف مروان، فقال ما يحملك على هذ؟

 

قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي الصلوات، فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك، وعن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن أبيه، قال انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر، وكان معنا رجل مزاح، فكان يقول لصاحب طعامنا جزاك الله خيرا وبرا، فيغضب, فقلنا لأبي أيوب هنا من إذا قلنا له جزاك الله خيرا يغضب, فقال اقلبوه له, فكنا نتحدث إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر, فقال له المزاح جزاك الله شرا وعرا، فضحك، وقال ما تدع مزاحك، وقال الوليد عن سعيد بن عبد العزيز، أنه أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر، حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل.

 

وعن الأصمعي،عن أبيه، أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية، وبني عليه، فلما أصبحوا، قالت الروم يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن, قالوا، مات رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره، فأمطروا، وقال الواقدي مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين من الهجرة، وصلى عليه يزيد بن معاوية، ودفن بأصل حصن القسطنطينية, فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره، ويستسقون به، ولقد كان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب ومن خاصته، فولاه على المدينة المنورة حتى دخلها جند معاوية، فلحق به في العراق، وكان على خيله يوم النهروان، ومعركة النهروان هى إحدى المعارك الإسلامية الداخلية المبكرة.

 

الى وقعت سنة ثمانى وثلاثين من الهجرة النبوية، بين الإمام علي بن أبي طالب وبين المحكمة وهم الخوارج فيما بعد، والنهروان موقع بين بغداد وحلوان بالعراق، وكانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والتي انتهت بالإتفاق على التحكيم بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله تعالى، وحينها رفضت جماعة التحكيم وكان عددهم يبلغ إثنا عشر ألفا بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي ورفعوا شعارهم الشهير لا حكم إلا حكم الله، وانتهت المعركة بانتصار جيش علي بن أبي طالب عليهم، ولم ينج من المحكمة إلا أربعين شخصا فقط، والمحكمة هم أصل الخوارج ومبدأ ملتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى