مقال

نفحات إيمانية ومع خالد بن زيد الأنصاري ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع خالد بن زيد الأنصاري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع خالد بن زيد الأنصاري، وقد شهد معه صلى الله عليه وسلم، بدرا، وكان يتميز أبو أيوب الأنصاري بأنه من استقبل النبي صلى الله عليه وسلم، يوم هجرته، وأنزله منزله حتى بُنيت حُجرة للسيدة سودة بنت زمعه، وبني المسجد النبوي، وقد شهد أبو أيوب رضي الله عنه الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتخلف عنه قط، وقد عرف أبو أيوب بتواضعه، وسمو أخلاقه، وقربه من جميع الصحابة، وتسامحه معهم، وحبّه لهم، وقد روى أبو أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، مائة وخمسين حديثا، منها واحد في البخاري، وخمسة في مسلم، وسبعة في كلاهما، وقد حدّث عن أبي أيوب رضي الله عنه، مجموعة من الصحابة.

 

منهم جابر بن سمرة، والبراء بن عازب، والمقدام بن معد يكرب، ومولاه أفلح، وقد بقي أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، غازيا مقاتلا طوال حياته، حتى شاخ فشهد زمن معاوية بن أبي سفيان، فانخرط في جيش يزيد بن معاوية الخارج إلى القسطنطينية لفتحها، وفي أثناء القتال مرض أبو أيوب فأتاه قائد الجيش يسأله مسألته فكانت وصيته أن يُحمل على الخيل وتقطع به أطول مسافة ممكنة في أرض العدو ويُدفن فيها إن مات، وبعد أن فاضت روحه حملته خيول المسلمين الفاتحة، ومضوا به حتى بلغوا أسوار القسطنطينية ودفنوه، وتم ما أوصى به، وقد شارك أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد وبني النضير.

 

وبني قينقاع وبني قريظة وغزوة الأحزاب وسائر الغزوات، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظل أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه شغوفا بغزو الكفار حتى مات رضي الله تعالى عنه، ولم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا عاما واحدا، فإنه استعمل على الجيش رجلا شابا فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول ما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي، وكان رضي الله تعالى عنه يقول قول الحق سبحانه وتعالى من سورة التوبة “انفروا خفافا وثقالا” فيقول لا أجدني إلا خفيفا وثقيلا، وقد حدث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما.

 

فقال خرج أبو بكر الصديق رضى الله عنه، في الهاجرة, ويعني نصف النهار في شدة الحر, فرآه عمر بن الخطاب رضى الله عنه, فقال له يا أبا بكر, ما أخرجك هذه الساعة؟ قال ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع, فقال عمر بن الخطاب، وأنا والله ما أخرجني غير ذلك, فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “ما أخرجكما هذه الساعة؟” قالا والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع, فقال صلى الله عليه وسلم “وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غير ذلك, قوما معي, فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضى الله عنه” وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كل يوم طعاما, فإذا لم يأت أطعمه لأهله.

 

فلما بلغوا الباب خرجت إليهم أم أيوب, وقالت مرحبا بنبي الله ومن معه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،” أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعمل في نخل قريب له, فأقبل يسرع وهو يقول مرحبا برسول الله وبمن معه, ثم قال: يا رسول الله, ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه, فقال صلى الله عليه وسلم “صدقت” ثم انطلق أبو أيوب إلى نخيله, فقطع منه عذقا فيه تمر ورطب وبسر, وقال يا رسول الله, كُل من هذا, وسأذبح لك أيضا، فقال صلى الله عليه وسلم “إن ذبحت فلا تذبحن ذات لبن” وقدم الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطعة من لحم الجدي.

 

ووضعها في رغيف, وقال “يا أبا أيوب, بادر بهذه القطعة إلى فاطمة الزهراء, فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام” فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم “خبز ولحم وتمر وبسر ورطب, ودمعت عيناه, ثم قال صلى الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده, هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى