مقال

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع معاذ بن جبل الأنصاري ” جزء 3″
بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع معاذ بن جبل الأنصاري، وقال عنه أحد التابعين دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا؟ قالوا، معاذ بن جبل، وبالرغم من حداثة سن معاذ بن جبل رضي الله عنه إلا أنه احتل مكانة رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أهّلته سلامة دينه وصحة تلاوته للقرآن الكريم فكان معاذ بن جبل رضي الله عنه، هو أحد الأربعة الذين أوصى النبى صلى الله عليه وسلم، بأخذ القرآن عنهم، لعلمه بأحكام القرآن الكريم وتلاوته وتوجيهاته، وكان من ذلك أن ابتعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن ليعلم أهلها القرآن والإيمان بعد أن طلب أهل اليمن مَن يفقههم في الدين وأحكامه.

وقد كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ بن جبل رضي الله عنه أكثر من مرة،فكان معاذ ابن جبل رضي الله عنه أعلم الناس بالحلال والحرام بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يعرف قدر محبّة الرسول صلى الله عليه وسلم، له ويدرك فضلها عليه، فكان يعمل بواجبها وحقوقها بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام بأوامره، وسؤاله عما ينفعه من أمور دينه ودنياه، وورد في ذلك عن معاذ بن جبل رضي الله عنه حوارا طويلا سأل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، عما يدخل الجنة وينجي من النار، فيقول معاذ بن جبل ” قلت ياسول الله أخبرني بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى من النار”

وكل ذلك رغبة منه ليكون محل ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبه له، وقد ورد في سيرة الصحابى الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، مواقف تدل على حسن أخلاقه ورفيع صفاته، ومنها هو زهد معاذ بن جبل، وعن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت أى انتظره وراقبه، حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال، يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال، وصله الله ورحمه، ثم قال، تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل رضى الله عنه، فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله أى انتظره، في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال له، يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ بن جبل، رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا أى فدفع بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه إنهم إخوة بعضهم من بعض، وقيل أنه كان لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، زوجتين، فإذا كان يوم إحداهما لم يشرب كأس ماء عند الأخرى بغية أن يعدل بينهما.

وقد توفيت زوجتيه الاثنتين في الطاعون فأقرع بينهما أيهما يدفن أولا وذلك من تحريه للحلال وورعه عن الحرام، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه، إذا قام الليل قال ” اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربى من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه، أن معاذ بن جبل رضى الله عنه أراد سفرا فقال يا نبي الله، أوصني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اعبد الله لا تشرك به شيئا” فقال معاذ يا نبي الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم “إذا أسأت فأحسن” فقال يا رسول الله، زدني، فقال صلى الله عليه وسلم “استقم وليحسن خلقك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى