مقال

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإحتفالات بعيد رأس السنة، وترى الشر أينما وليت بوجهك، ترى الناس يختمون سنتهم الميلادية المنقضية بالشر، ويبدؤون الجديدة بالمنكر والضلال ، فكم يقع في هذه الليلة من مصائب وحوادث وأضرار ومعارك بين السكارى الندماء، فتسيل الدماء وتسقط الأرواح وتهتك الأعراض وتضيع الممتلكات وتقع عمليات السرقة والنهب، فيجب على المسلمين مقاطعة هذه المنكرات والابتعاد عنها وعدم الاحتفال برأس السنة الميلادية، بل واعتبارها يوما عاديا من أيام الله لأنه ليس من أعياد المسلمين، ويجب حث الأبناء والأهل والجيران على الابتعاد عن كل ما يُرتكب فيها وإظهار شناعة ذلك وإبراز سلبياته وأضراره على الدين والأخلاق والحياة.

 

ويجب على المسلمين أيضا أن لا يكونوا إمّعات لا إرادة لهم، إن أساء الناس أساؤوا، وإن أحسنوا يحسنوا، بل عليهم أن يوطنوا أنفسهم، ويستقيموا على دينهم، ولا ينحرفوا مع المنحرفين، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لا تكونوا إمّعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا ” رواه الترمذي، فإن السنة الميلادية هى تبدأ بميلاد نبى من أنبياء الله عز وجل ألا وهو نبى الله عيسى عليه السلام، وهو نبى الله عيسى ابن مريم ابنة عمران، الذى ولد في بيت لحم بفلسطين وهو أحد أولي العزم من الرسل، وهو نبي كريم، تقي نقي، رحيم وجيه، زاهد بار، جعله الله مباركا أينما حل.

 

وحيثما ارتحل، آتاه الله الآيات البينات، والحجج الواضحات، والبراهين الساطعات، وأيده بروح القدس والخوارق والمعجزات وهو نبي كريم زاهد خلقه الله تعالى من غير أب فقد جاء في القرءان العظيم” إن مثل عيسى عند الله كثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون” وأمه هى السيدة العذراء مريم التي وصفها الله تعالى في القرءان الكريم بالصدّيقة والتي نشأت نشأة طهر وعفاف وتربّت على التقوى تؤدي الواجبات وتكثر من نوافل الطاعات والتي بشرتها الملائكة باصطفاء الله تعالى لها من بين سائر النساء وبتطهيرها من الأدناس والرذائل، وعيسى ابن مريم بنت عمران روح الله وكلمته التي ألقاها إلى الصديقة الطاهرة العفيفة مريم عليهما السلام.

 

آخر أنبياء بني إسرائيل سلام الله عليهم، فإن قصة الاصطفاء تبدأ من عمران أحد علماء بني إسرائيل وأخيارها، وكانت زوجته عقيمة وكانت زوجةً صالحة، فنذرت إن هي حملت لتجعلن ولدها محررا لله تعالى خالصا لخدمة بيت المقدس، فحملت بمريم عليها السلام، وعاش نبى الله عيسى وأمه عليهما السلام في منطقة قد هيئها الله لهما كرامة منه وعناية ولطفا، ذات مكان مرتفع، من صفاته أنه ذو قرار ، أي مكان مستو فيه الثمار وما يدعو للاستقرار فيه، ومعين، أي ماء جار على وجه الأرض وأما تحديد المكان، فمختلف فيه، فقيل الرملة في فلسطين، وقيل بيت المقدس، وقيل دمشق، وأيّا يكن، فالله عز وجل قد اصطفاه وهيّأه لمهمة عظيمة، فقد كان بنو إسرائيل في الضلال غارقين.

 

وعن دعوة نبى الله موسى عليه السلام منحرفين، فكان عيسى عليه السلام رسولا إليهم مصدقا لما بين يديهم، داعيا إلى الحق وإلى صراط مستقيم، ولقد أيّد الله تعالى عبده ورسوله عيسى سلام الله عليه بآيات باهرة، ومعجزات ظاهرة، تأييدا وتصديقا، وكما هو شأن بني إسرائيل مع رسلهم السابقين، فقد كذب عيسى أكثرهم، وما آمن معه إلا قليل وإن عيسى سلام الله عليه رسول من عند الله قامت دعوته على توحيد الله، فالرسل جميعا دعوا إلى ذلك، وإن الله آتى عبده وسوله عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه السلام الإنجيل، وهو كتاب فيه هدى ونور، ومصدق لما بين يديه من التوراة، وفيه موعظة للمتقين، وفيه أحكام وشرائع من رب العالمين، وفيه بشارة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى