مقال

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 6”

نفحات إيمانية ومع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع المهلب بن أبى صفره الأزدي، وكان مع الحكم بن عمر الغفاري القائد الشهير المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وغزا معه بعض جبال الترك فغنموا وأخذ الترك عليهم الشعاب والطرق، فعيي الحكم بالأمر فولى المهلب الحرب، فلم يزل يحتال حتى أسر عظيما من عظماء الترك، فقال له إما أن تخرجنا من هذا الضيق أو لأقتلنك، فقال له أوقد النار حيال طريق من هذه الطرق وسير الأثقال نحوه فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما سواه من الطرق فبادرهم إلى طريق آخر فما يدركونكم حتى تخرجوا منه ففعل ذلك فسلم الناس بما معهم، من الغنائم، وقد قام الحكم الغفارى بعد ذلك بفتح الصغانيان، والذى قال عنها ياقوت الحموي.

 

أنها ولاية عظيمة ما وراء النهر وهى متصلة الأعمال بترمذ، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البناء البشّاري، صغانيان هى ناحية شديدة العمارة كثيرة الخيرات، والقصبة أيضا على هذا الاسم تكون مثل الرملة إلا أن تلك أطيب والناحية مثل فلسطين إلا أن تلك أرحب، مشاربهم من أنهار تمد إلى جيحون، ثم إن الحكم بن عمرو الغفاري أول من قطع النهر من قادة المسلمين كما ذكر ذلك الطبري وغيره من المورخين، فقال ابن كثير، غزا الربيع ما وراء النهر فغنم وسلم، وكان قد قطع ما وراء النهر قبله الحكم بن عمرو، وكان أول من شرب من النهر غلام للحكم، فسقى سيده وتوضأ الحكم وصلى وراء النهر ركعتين ثم رجع، وقد استطاع الحكم فتح الصغانيان.

 

وضمها إلى بلاد الإسلام عندما قطع النهر، وبذلك يصبح الحكم الغفارى، من أول الفاتحين في بلاد ما وراء النهر، وجاء عن فتح الصغانيان قال البلاذري، وحدثني أبو عبد الرحمن الجعفي، قَال سمعت عبد الله بن المبارك، يقول لرجل من أهل الصغانيان، كان يطلب معنا الحديث أتدري من فتح بلادك، قَال لا، قَال فتحها الحكم بن عمرو الغفاري، وحين غنم من فتوحاته غنائم كثيرة قسمها بين جند المسلمين المجاهدين فكتب إلى معاوية إني غنمت غنائم كثيرة، فما ترى ؟ فكتب إليه معاوية بن أبى سفيان، أن انظر كل صفراء وبيضاء أي الذهب والفضة، فأصفها لأمير المؤمنين، واقسم ما سوى ذلك في الجند، فجمع أصحابه، فقال ما ترون ؟ فقالوا لا نرى لمعاوية قبلنا حقا.

 

فكتب إلى معاوية إني وجدت كتاب الله أحق أن يتبع من كتابك، وإني قسمت ما غنمت في الجند، فبعث إليه معاوية عاملا فحبسه وقيده، ومات في قيوده، فأمر الحكم أن يدفن في قيوده، حتى يخاصم معاوية يوم القيامة فيما قيده، وأما عن المهلب فقد لعب المهلب دورا كبيرا في تلك الغزوة لإنقاذ جيش المسلمين بعد أن كاد الترك أن يفتكوا بهم حينما حوصر جيش المسلمين، حيث كانوا لا يعرفون الطرق والشعاب كما يعرفها أهلها، حيث ذكر الطبري في كتابه، فتولى المهلب الحرب، ولم يزل المهلب يحتال، حتى أخذ عظيما من عظمائهم فقال له اختر بين أن أقتلك، وبين أن تخرجنا من هذا المضيق، فنجا وغنموا غنيمة عظيمة، ولما ولى معاوية بن أبى سفيان.

 

سعيد بن عثمان بن عفان خراسان وخراجها سنة سته وخمسين من الهجره، خرج معه المهلب بن أبي صفرة وأوس بن ثعلبة التيمي صاحب قصر أوس، وطلحة بن عبد الله الخزاعي، وأما عن وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي, فهو أبو المطرف، وقيل أبو محمد, وهو تابعي وأمير أموي وكان والي سجستان، وقد عرف بِلقب طلحة الطلحات بِسبب كرمه وهو أحد الأجواد الأسخياء المفضلين المشهورين، وكان أجود أهل البصرة في زمانه، وقد عاصر عثمان بن عفان وكانت عمته هي الصحابية الجليلة أمينة بنت خلف, وكان والده هو عبد الله بن خلف كاتب الخليفه الراشد عمر بن الخطاب بالمدينة، وفي موقعة الجمل كان مع السيده عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان مولاه رزيق الخزاعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى