مقال

الأسباط عليهم السلام ” جزء 7″

الأسباط عليهم السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الأسباط عليهم السلام، ولكن قيل أن الأسباط هم الأنبياء من بني إسرائيل من ذرية أبنائه الاثني عشر، فألا يجب تقييدهم بكونهم قبل نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام لأنه ذُكر أن أنبياء بني إسرائيل بعد نبى الله موسى كانوا يحكمون بالتوراة، كما في قوله تعالى “ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل” وقد جاء نبى الله موسى عليه السلام باليهودية الحقة الحنيفية التي لا شرك فيها وذلك كما جاء فى سورة البقرة ” إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى” وإن الله تعالى نفى عن الأسباط اليهودية فقال تعالى ” أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله” فهل يجب تقييد الأسباط بكونهم من ذرية أبناء يعقوب عليه السلام لكن قبل التوراة وقبل نبى الله موسى عليه السلام؟

 

وإن الإجابه هو أنه قد اختلف العلماء في المراد بالأسباط ، بعد اتفاقهم على أنهم أبناء يعقوب عليه السلام، فذهب بعضهم إلى أن المراد بالأسباط أبناء يعقوب عليه السلام لصلبه، أي المباشرين، وقد ذهب بعضهم إلى أنهم كالقبائل في العرب، وقال البغوي الأسباط يعني أولاد يعقوب، وهم اثنا عشر سبطا، واحدهم سبط، وقد سموا بذلك لأنه ولد لكل واحد منهم جماعة وسبط الرجل هو حافده، ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب من بني إسماعيل ، والشعوب من العجم، وكان في الأسباط أنبياء ، ولذلك قال “وما أنزل إليهم” وقيل هم بنو يعقوب من صلبه صاروا كلهم أنبياء، وقال البخاري بأن الأسباط هم قبائل بني إسرائيل، وهذا يقتضي أن المراد بالأسباط هنا.

 

هم شعوب بني إسرائيل، وما أنزل الله تعالى من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم، كما قال نبى الله موسى عليه السلام لهم كما جاء فى سورة المائدة فى قولة تعالى ” اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين” وقال الله تعالى “وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما” وقال القرطبي وسموا الأسباط من السبط، وهو التتابع، فهم جماعة متتابعون وقيل أصله من السبط، بالتحريك، وهو الشجر، أي هم في الكثرة بمنزلة الشجر، الواحدة سبطة، وقال الزجاج ويبين هذا ما حدثنا محمد بن جعفر الأنباري، حدثنا أبو نجيد الدقاق، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال كل الأنبياء من بني إسرائيل، إلا عشرة، نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ولوط .

 

وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وقال القرطبي والسبط هم الجماعة والقبيلة، الراجعون إلى أصل واحد، وكذلك صوب شيخ الإسلام ابن تيمية، أن الأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب من بني إسماعيل، والشعوب من العجم ، وقال في بيان حافل، أن الذي يدل عليه القران الكريم واللغة والاعتبار هو أن إخوة يوسف عليه السلام ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن الكريم ولا عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا عن أصحابه الكرام خبر بأن الله تعالى نبّأهم، وإنما احتج من قال إنهم نبّئوا بقوله تعالى في آيتي البقرة والنساء ” والأسباط ” وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه ، بل ذريته، كما يقال فيهم أيضا بنو إسرائيل وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل.

 

كالقبائل من بني إسماعيل، وإن الأسباط العشرة المفقودة في العقيدة اليهودية هي عشر قبائل، من أصل اثنتي عشرة قبيلة يهودية اصلية عرفوا بأسباط إسرائيل، وقد سبيت هذه الأسباط من مملكة اسرائيل بعد سيطرة الآشوريين عليها حوالي عام سبعمائة واثنين وعشرين قبل الميلاد واعتبروا مفقودين، وأن هناك الكثير من الادعاءات لأشخاص نسبوا انفسهم إلى هذه الأسباط، وكما هناك نظريات حول ارتباط عودتهم بدعوات الخلاص المسيحية، وقد ظهرت فكرة الأسباط المفقودة بزمن كبير بعد الفترة التوراتية وبخاصة كتب الأبوكريفا اليهودية، اي الكتب المشكوك بنسبها أو صحتها والتي لها علاقة بظهور مخلص لليهود يعرف بالمسيح، وأن هناك تعارض بين الدلائل التاريخية الأكاديمية وبين الطروحات الأبوكريفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى