مقال

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي ” جزء 8″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي، وأنجب النعمان ابنته عمرة وهى التى تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفى، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير، وأمها ليلى بنت هانئ الكندى وقال محمد بن عمر، ونزل النعمان بن بشير وولده الشام، والعراق فى زمن معاوية، ثم صار عامتهم بعد ذلك إلى المدينة، وبغداد، ولهم بقية وعقب، وكان كعب يقول ليؤمّرن على جند حمص أمير أشهل العينين، طويل الأرنبة، كثّ اللحية، حلو اللسان، مُر القلب، فليصيبنه بقارعة، فذكروا النعمان بن بشير، والنعمان مشهور، له ولأبيه صحبة، وكان كريما جوادا شاعرا، ويروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بن معاوية، فحرمه، فمرّ بالنعمان بن بشير الأنصارى وهو على حمص،

 

فقال له‏ ما عندي ما أعطيك، ولكن معي عشرون ألفا من أهل اليمن، فإن شئت سألتهم لك، فقال‏‏ قد شئت، فصعد النعمان بن بشيرالمنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر أعشى همدان، فقال إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فما ترون؟‏‏ قالوا دينار دينار‏، فقال لهم لا، ولكن بين اثنين دينار، فقالوا له ‏قد رضينا‏، فقال‏ إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم، وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم،‏ قالوا‏ نعم، فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى، وقال النعمان بن بشير أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف، فقال لي صلى الله عليه وسلم ” خذ هذا العنقود فأبلغه أمك ”

 

قال ، فأكلته قبل أن أبلغه إياها، فلما كان بعد ليال قال صلى الله عليه وسلم ” ما فعل العنقود؟ هل بلغت “؟ قلت، لا، فسمانى رسول الله غدرا” وفي حديث بقية، فأَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني، وقال لي‏‏ ‏”‏يا غدر‏” ‏وفي حديث بقية أيضا،‏ إنه أعطاني قطفين من عنب، فقال لي ” كل هذا، وبلغ هذا إلى أمك ” فأكلتهما، ثم سأل أمه، وذكر الخبر، وذكر سماك بن حرب أنّ معاوية بن أبى سفيان قد استعمل النعمان بن بشير على الكوفة، وكان والله من أخطب مَن سمعت من أهل الدنيا يتكلم، وقال أَبو الأسود أَرى النعمان يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقول سمعت، وقال مصعب بن ثابت وابن الزبير لم يغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وروى النعمان عن النبى صلى الله عليه وسلم، وعن خالد بن عبد الله بن رواحة، وعمر بن الخطاب، وعن السيدة عائشة رضى الله عنهم أجمعين، وقد روى عنه ابناه، محمد، وبشير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أَبي الجعد، وأَبو إِسحاق السَّبيعي، وعبد الملك بن عمير، وعروة، وأبو قلابة، وغيرهم، وقد روى ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، وعن محمد بن النعمان بن بشير يحدثانه، عن النعمان بن بشير أَنه قال، إِن أَباه أَتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إِني نحلت ابني هذا غلاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أكلّ ولدك نحلت مثل هذا؟” قال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فأرجعه ”

 

وقال أَبو عمر، أنه لا يُصحّح بعض أَهل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأَن الشعبي يقول عنه “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم” وقال محمد بن عمر، فأما أهل الكوفة فهم يروون عنه رواية كثيرة وهو يقول فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل هذا على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده، ومنها ما رواه يُسيع، عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “أفضل العبادة الدعاء” وفي أحاديث كثيرة رواها النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال محمد بن عمر، كان النعمان بن بشير ممن نصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه، وهو خرج إلى الشام بقتله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى