أيام قليلة تفصلنا عن عام جديد 2022 وكلنا أمل في تغيير الحال للأفضل. وفضلت أن أختم معكم هذا العام و كما تعودت أن اشارككم في لحظات حزني وفرحي وددت أن أختم معكم هذا العام بكل ما فيه من دروس وعبر . وكلامي ليس بجديد عليكم فأنتم أكيد مررتم بظروف مشابهه. مررتم بلحظات حزن، فرح، فراق، غدر وغيرها من مواقف الحياة التي يمر بها الجميع بنسب طبعا. وإذا كنت قد سميت 2020 هي سنة هدم وبناء فإن عام 2021 هو عام تصفية الحساب عام الكارما.
والكارما هنا أقصد بها كل ساقي سيسقى بما سقى أو داين تدان.
2021 كشف حساب…….
كل منا قد يظلم بقصد أو بدون قصد نحن بشر نصيب ونخطأ قد نظلم أحد وننسى ما فعلنا لكن الله لاينسى(وما كان ربك نسيا) وقد تجسدت الكارما هذا العام بشكل كبير ولو راجعتم أنفسكم ستجدون ذلك واضح حتى ولو لم تعترفوا بذلك لأحد لكن بين أنفسكم تدركون أن ما اصابكم لم يكن ظلم لكم من الله.. فالله لا يظلم أحدا.
في هذا العام 2021 أصبت بكورونا أنا وعائلتي وعيشت لحظات الخوف والفزع على أحبابي والحمد لله على كل حال تم الشفاء.
كما فقدت أغلى شخص في حياتي فقدت أمي الغالية وأقسم بالله ما مررت في حياتي بلحظة قهر وحزن إلا لحظة وضعها في القبر أمام عيني وكأنني أدفن روحي معها لكن برغم كل ذلك الألم ما اعترضت قط على قضاء الله.
آسفة لكلمات الحزن لكن هدفي هنا أن أوضح أن الله قد يحرمك من أغلى الناس لكن أبدا لن يحرمك من رحمته.
برغم لحظات الألم التي عيشتها بفقدان أمي لكنني كنت راضية بقضاء الله وكنت أسأله الصبر والسلوان والحمد لله رب العالمين قد من عليا بذلك وزرع في قلبي الإيمان والصبر وتغيرت حياتي كثيرا بعد وفاة أمي هزتني الصدمة وعلمتني الكثير من دروس الحياة التي مهما قرأت وحكى لك الناس عن تجاربهم فهذا لا يساوي شيء من خوضك للتجربة بنفسك ومرورك بالألم والحزن وحدك لتتعلم الدرس جيدا.
تعلمت أن مهما كان من حولك فلا أحد أقرب إليك من والديك فبفقدهم ستدرك أن لا يوجد على وجه الأرض من تحزن عليه أكثر منهم، ولن تجد أحدا يحبك من قلبه ويخاف عليك أكثر منهم رحمهم الله جميعا ورحم أموات المسلمين.
تعلمت أن لا أثق بمن حولي إلا من يتفق قوله مع عمله فالكلام ما أكثره وما أحلاه كما تعلمت أن لا أفرح بكثرة من حولي فيكفيني ولو واحد فقط يكون صادق في قوله وفعله ومخلص لا يحمل في قلبه الحقد والغل والحسد يحب لك الخير وأنا آحمد الله على من حولى من أصدقاء حقا لقد من الله عليا بهم حفظهم الله ورعاهم.
وبرغم كل شيء مؤلم مريت به هذا العام فلا أنكر أن هناك احداث سعيدة مٓن الله بها عليا ليعوضني ويخفف عني ما شعرت به.
فقد تخرجت ابنتي الكبرى من الجامعة، ونجحت ابنتي الصغري في الثانوية العامة.
وأعلم عزيزي القارئ أنه مهما مررنا بأوقات صعبة ومؤلمة تبقى الحقيقة الكبرى الأكيدة أن الله يحب عباده وأرحم بهم من أي أحد وأن كل ما نمر به هى دروس وعبر لابد أن نتعلم ونتعظ منها وألا تمر بنا كإنها لم تكن لأن لو حدث ذلك ومر عليك الألم بدون أن تتعلم تأكد أنك ستعيش ذلك الموقف مرة أخرى لكن بطريقة أقوى إلى أن تستوعب الدرس.
وفي النهاية أحب أن أختم معكم وابشركم وابشر نفسي أن عام 2022 إن شاء الله سيكون عام الحصاد لكل شخص تعلم من دروس الماضي لكل من مر بمرحلة كشف حساب مع نفسه لتعديل أخطاء الماضي فكل عام يأتي ليس مثل الذي قبله وإنما طريقة تفكيرك المتكررة هي من تجعل كل الأعوام متشابهة. تذكروا( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) غير تفكيرك تتغير حياتك.
