مقال

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، وصحار توجد بها العديد من الأودية، ومن أشهرها وادى الجزى الذى يقع بمحاذاة شارع صحار البريمي، ووادى عاهن، وهو ثانى أكبر وادى في الولاية بعد وادى الجزى، ووادى حيبى الذى يقع على بعد حوالي عشرون كيلومترا من جهة الغرب من دوار الولاية ويتصف بغزارة المياه فيه، وأيضا وادى الحلتى ووادى الصلاحى وغيرها من الأودية التي تتوزع في ربوع صحار، ولم يكد نبأ وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ينتشر في بلاد العرب حتى اشتعلت الفتنة فى كل أنحاء الجزيرة العربية ، بأشكال مختلفة، ولأسباب متباينة، وبرزت ظاهرة التنبؤ كإحدى الانعكاسات للنجاح الإسلامي في الحجاز.

 

وإن كان بعض المتنبئين قد أعلنوا دعوتهم فى أواخر حياة النبي، فتنبأ الأسود العنسى في اليمن، ومسليمة الكذاب في بني حنيفة في اليمامة، وطليحة فى بني أسد، وسجاح التميمية، ولقيط فى عمان، وهو ذو التاج لقيط بن مالك الأزدى، وقد ادّعى النبوة وغلب على أهل عمان، وطرد منها عمال الخليفة أبو بكر الصديق، والذى جرّد له أبو بكر الصديق، حملات استطاعت القضاء على حركته وقتله، خلال حروب الردة، وعمان هي اسم كورية عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وكان الغالب على عمان هم الأزد، ولم يزل عمرو وأبو زيد في عمان حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتدت الأزد وعليها لقيط بن مالك ذو التاج وانحازت إلى دَبَا، ودبا وهى سوق من أسواق العرب بعمان.

 

والتجأ عبيد وجيفر إلى الجبال، والبحر هاربا منه، وكاتبا الخليفة أبا بكر الصديق بخبر ما حدث، ولقد كانت عمان في عصر الرسالة المحمدية تابعة لفارس، فهى بحكم موقعها الجغرافى في الجزء الجنوبى الشرقى من جزيرة العرب، أقرب إلى فارس منها إلى المناطق الشمالية الغربية، فى الجزيرة العربية التي يفصلها عن الربع الخالى، وكانت فارس حريصة على إخضاع القبائل الضاربة في شرقي الجزيرة العربية على الخليج العربي لتتحكم بهذا الخليج وبمدخله العربى، مضيق عمان وهو مضيق هرمز، ومن جهتها اعتمدت هذه القبائل على فارس، فكان طبيعيا أن تعادى الدعوة الإسلامية، وكما دفع الفرس بسجاح لإثارة المشكلات فى وجه الدعوة الإسلامية ومحاربة المسلمين.

 

فادعت النبوة لتستقطب القبائل، وكذلك دفع هؤلاء ذا التاج لقيط بن مالك الأزدي، فادعى النبوة وحمل قومه على الإيمان به، وحارب المسلمين، وتم القضاء عليه في حروب الردة على عمان، والتى انتصر بها المسلمون، وكان حذيفة قائد الحملة التي أرسلها أبو بكر الصديق إلى دبا لما ارتد أَهلها، وكان معه عكرمة بن أبي جهل وعرفجة بن هرثمة البارقى فظفروا بالمرتدين، وقد عينه الخليفة الراشد أبو بكر الصديق واليا على عمان، وبعد وفاة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، فقد ولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على اليمامة، وقد أجمع النسابة في روايات مختلفة أن حذيفة من الأزد ثم بارق واسمه حذيفة بن محصن البارقى ومن أشهرهم ابن الكلبى، البلاذرى، الواقدى.

 

الحموى، أبو المنذر الصحارى، وهو أخو عمرو بن محصن الأزدى، قاتل عمار بن ياسر، وقد شذ عن ذلك سيف بن عمر وهو من الضعاف في النسب والرواية، ونسب حذيفة لحمير، وقد نقل عنه الطبرى وجمع من المتأخرين وهى من الروايات المشكوكة لضعف سيف بن عمر وتناقضها مع أشهر الروايات، وقد قدموا اهل عمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين، فبعث إليهم مصدقا حذيفة بن محصن البارقى، وأمره صلى الله عليه وسلم “أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم، ويردها على فقرائهم” ففعل ذلك حذيفة فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا فدعاهم حذيفة إلى التوبة، فأبوا وجعلوا يرتجزون حذيفة بن محصن لقد أتانا خبر ردى أمست قريش كلها نبى حذيفة بن محصن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى