مقال

نفحات إيمانية ومع الحاكم العادل كالب بن يوفنا ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الحاكم العادل كالب بن يوفنا ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الحاكم العادل كالب بن يوفنا، والقرآن الكريم لا يعرض قصة بني إسرائيل، إنما يشير إلى صور منها ومشاهد باختصار أو بتطويل مناسب، وقد وردت القصة في السور المكية بغرض تثبيت القلة المؤمنة في مكة بعرض تجارب الدعوة وموكب الإيمان الواصل منذ أول الخليقة، وتوجيه الجماعة المسلمة بما يناسب ظروفها في مكة، وأما ذكرها في القرآن المدني بغرض كشف حقيقة نوايا اليهود ووسائلهم وتحذير الجماعة المسلمة منها، وتحذيرهم كذلك من الوقوع في مثل ما وقعت فيه قبلها يهود، وبسبب إختلاف الهدف بين القرآن المكي والمدني اختلفت طريقة العرض، وإن كانت الحقائق التي عرضت هنا وهناك عن انحراف بني إسرائيل ومعصيتهم واحدة.

 

ومن مراجعة المواضع التي وردت فيها قصة بني إسرائيل هنا وهناك، يتبين أنها متفقة مع السياق التي عرضت فيه، متممة لأهدافه وتوجيهاته وهناك رأيان لهما وجاهتهما في فهم العلو اليهودي الحالى إن كان هو العلو الأول أو الثاني، فيرى كثيرون أن العلو الحالي هو العلو الثاني، لكن يختلفون في العلو الأول، فيرى بعضهم أنه كان في أثناء دولة بني إسرائيل في فلسطين، التي قضى عليها الآشوريون والبابليون، وأنه قد قضي على مملكة إسرائيل سنة سبعمائة واثنين وعشرين قبل الميلاد على يد الملك الآشوري سرجون الثاني، وقضي على مملكة يهودا سنة خمسمائة وستة وثمانون قبل الميلاد على يد الملك البابلي بختنصر، ويرى البعض الآخر أن العلو اليهودي الأول.

 

كان في عصر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قضى عليهم في المدينة وخيبر، وهناك من يرى أن العلو اليهودي الحالي هو العلو الأول مدللين أن علو بني إسرائيل أيام نبى الله داود وسليمان عليهما السلام لم يكن فسادا ولا إفسادا، وبعد ذلك كان شأن اليهود ضعيفا غير مؤثر بين الحضارات والأمم، سواء عندما استمرت مملكتهم أو حكمهم الذاتي في فلسطين، أو حتى في العهد النبوي، إذ كان شأنهم ضئيلا مقارنة بفارس والروم، وإن تحقق فيه فساد إلا أنه لم يشمل الأرض، أما الآن فيرون أن فسادهم وإفسادهم يشمل الأرض كلها، وأما عن كالب بن يوفنا فهو أحد أصحاب نبي الله موسى عليه السلام وقيل أنه هو زوج أخته مريم بنت عمران.

 

وهو أحد الرجلين اللذين يخافون الله من بني إسرائيل وهما يوشع بن نون وكالب بن يوفنا, وهو ثاني قائم بأمور بني إسرائيل بعد موت نبي الله موسى عليه السلام, ويقال أن كالب بنيوفنا كان نظير نبى الله يوسف عليه السلام في الحسن والجمال فكان النساء يفتتن به فدعا ربه أن يغير خلقه قال وهب ضربه الله بالجدري وبثرت عيناه ومعطت لحيته وخرم أنفه وانثنى أسفل وجهه الذقن، والفم حتى صار له خرطوم كخرطوم السبع فقذره الناس ولم يقدر أحد النظر إليه وقام بالعدل في بني إسرائيل أربعين سنة وتوفى، وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أنه لا خلاف بين أهل العلم من أمتنا وغيرهم على أن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع بن نون هو كالب بن يوفنا أحد أصحاب موسى عليه السلام.

 

وأحد الرجلين اللذين ممن يخافون الله وهما يوشع وكالب, ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائيل حزقيل بن بوذي، وهو شخصيه مذكوره فى الكتاب المقدس وهو كالب بن يوفنا بن بارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقد ورد مع نبى الله موسى علبه السلام أرض كنعان من البلقاء من نواحي دمشق، وهو الذي قام بأمر بني إسرائيل بعد يوشع بن نون، ويقال بل القائم بعد يوشع فنحاس بن العازر، فعن ابن إسحاق قال لما نشأت النواشيء من ذراريهم يعني الذين أبو أى رفضوا قتال الجبارين مع نبى الله موسى عليه السلام وهلك آباؤهم، وانقضت الأربعون سنة التي تتيهوا فيها سار بهم موسى عليه السلام ومعه يوشع بن نون، وكلاب بن يوفنا فلما انتهوا إلى أرض كنعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى