مقال

مفاسد عدم العدل بين الأبناء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مفاسد عدم العدل بين الأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، الحمد لله العلي الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأواب وعلى آله وأصحابه خير الأصحاب والأحباب والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الحساب “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” و ” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” أما بعد فأوصيكم ونفسي أيها الناس بتقوى الله فهي المنجية من عذاب أليم والموصلة لرضوان الرحمن الرحيم.

فالتقوى سيبل الرشاد للحاضر والباد، فاتقوا الله أيها العباد، وإن من المفاسد التي تترتب على عدم العدل بين الأبناء أنها توغر صدور بعضهم على بعض ولذلك حصل ما حصل بين نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته لأنهم لذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة فى التصرفات والأعمال على تفضيل ولد على ولد وإنما يكون كل منهم على تقوى الله عز وجل فيحسنوا إلى الجميع سواء كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوى أو الجانب الحسي المادي فإذا أعطى الإبن شيئا يعطي الأنثى كذلك، واختلف العلماء في كيفية العدل بين الذكر والأنثى ولهم قولان مشهوران، فالقول الأول قال بعض العلماء المال الذي يعطيه للذكر يعطي مثله قدرا للأنثى سواء بسواء فإن أعطى هذا دينارا يعطي هذه دينارا.

والقول الثاني فقال جمع العلماء إن العدل بين الأولاد أن يعطي الذكر مثل حظ الأنثثيين وهذا هو الصحيح لأنه قسمة الله عز وجل من فوق سبع سموات وقال تعالى ” وللذكر مثل حظ الأنثيين” فإن الولد تنتابه من المصارف ويحتك بالناس وتكون مصارفه أكثر من الأنثى ولذلك قالوا يجعل للذكر مثل حظ الإنثيين وهذا هو مذهب طائفة من أهل العلم وهو الصحيح لأنه قسمة الله عز وجل ولا أعدل من الله بين خلقه الله عز وجل عدل بين عباده ففضل الذكر على الأنثى من هذا الوجه وليس في ذلك غضاضه على الأنثى ولا منقصه، كذلك أيضا قد تكون هناك موجبات خاصه أستثناها بعض العلماء من العدل فقالوا إذا كان أحد الأولاد يتعلم أو يقوم على أمر من الأمور المختصه به يختاجها لصلاح دينه أو دنياه.

فلا بأس أن يخص بالعطيه إذا كان عنده عمل ومحتاج اليه قالوا لأنه من العدل أنه لما تفرغ للعلم أن يعان علىتعلمه ولذلك يعطى حقه لما تفرغ لهذا العلم الذي فيه نفعه ونفع العباد وهكذا إذا تفرغ لكي يتعلم حداده أو صناعة أو نحو ذلك فإن والده إذا أراد أن يعطيه من أجل هذا التعلم ينفق عليه على قدر حاجته ولا يلزم بإعطاء الأنثى مثل ما يعطيه أو نصف ما يعطيه لأن الأنثى لا تعمل كعمله فلو أعطى الأنثى مثل ما يعطيه فإنه في هذه الحاله قد ظلم الذكر لأن الأنثى أخذت من دون وجه ومن دون أستحقاق وعلى هذا فإن من حق الأولاد على الوالدين العدل سواء كان ذلك في الجانب المعنوي أو الجانب المادي وكان بعض العلماء يقول ينبغي على الوالد أن يرى أحاسيسه ومشاعره.

وكذلك على الوالده يرعى كل منهما الأحاسيس والمشاعر خاصة بحضور الأولاد فلا يحاول الوالد أن يميل إلى ولد أكثر من الآخر أثناء الحديث أو يمازحه أو يباسطه أكثر من الأخر وإنما يراعي العدل في جميع ما يكون منه من التصرفات لمكان الغيرة، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعصمنا من الزلل وأن يوفقنا في القول والعمل أنه المرجو والأمل والله تعالى أعلي وأعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى