مقال

كيف نُخبرهم أن الخذلان لا يُنسَى؟

كيف نُخبرهم أن الخذلان لا يُنسَى؟

 

بقلم/السيد شحاتة

 

الخذلان من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدمو لنا الغدر والخيانة

 

من جعلناهم سندنا و قوتنا غدرو بنا فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا

 

لم نتوقّع هذا منهم فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا

 

خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالابتعاد والهجر.

 

إنهم يبدعون في قتل مشاعرك ثم يبحثون علي من يشعر بهم

يبدعون في قتل الانسانية فيك ثم يبحثون عن الانسانية في غيرهم

 

يبدعون في طمس ضحكتك ثم يبحثون علي من يزرع الضحكة فيهم

يبدعون فى خرابك وانكسارك وجروحك ثم يبحثون علي احد لا يجرحهم لا يكسرهم ولا يدمرهم

 

يبدعون في اغتيال كل ماهو حي فيك ثم يبحثون علي من يحي كل ماهو ميت فيهم

 

كيف نخبر أولئك الذين كانوا في يوم من الايام جزءا لا يتجزأ منا انهم تَرَكُوا فينا شرخا كبيرا لا يٌرى

 

كيفَ نُخبر أولئك الذين تخلّوا عنا أنهم أصابونا بأذى شديد لا يُحس و لا يٌشعر ؟

 

كيف نُخبر أولئك الذين أفلتوا ايدينا في منتصف الطريق واختفوا مخلفين ورائهم خيبة امل وخذلان كبير لا يًٌحكى ولا يوصف

 

كيف نخبرهم ان كلماتهم الجارحة وطعناتهم العميقة خلفت ندوبا لن تداويها الف كلمة اعتذار

 

كيف نخبرهم انهم تركونا جثثا هامدة تتآكل شيئا فشيئا كلما تذكرنا كل ما مر وما ذكر

 

إذن فلتقف لنا الحياة إحتراما

فنحن الذين غضضنا بصرنا حين كسرتنا الظروف

 

ونحن الذين إبتسمنا في وجه من خذلنا وقال فينا ما ليس فينا

 

ونحن الذين تنهدنا بصمت حين كانت الأشياء تدعونا للصراخ

و نحن الذين لم يحالفنا الحظ يوما

 

ولكن مضينا قدما لمواصلة أحلامنا رغم انهيارها كل مرة

 

نحن الذين بعد كل نهوض نسقط

ونشدّ أزرنا بأنفسنا وننهض مرة أخرى وكأننا نتحدى الحياة والظروف والخسارات والوجع واليأس

 

نحن الذين تجاهلنا تلك الكلمات القاسية التي حاولت إحباطنا مع بقية الأشياء العتيقة التي حفرت لها نفقا خاصا في زاوية من ذاكرتنا وبقيت فينا وبقينا فيها

 

نحن الذين لم ينظر أحد في أعيننا ليعرف كم حربا خضنا

وكم معركة تجاوزنا

وأخيرا نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى