مقال

نفحات إيمانية ومع المال والبنون زينة الحياة الدنيا ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع المال والبنون زينة الحياة الدنيا ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

 

إن فتنة المال من الفتن العظيمة التي وقع فيها المسلمون، وفتنة الجاه من الفتن الكبيرة التي أودت بكثير من أخلاق المسلمين، وهذه الفتنة التي عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنها، فقال “إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم، لا يخشى على أصحابه الفقر، فقال صلى الله عليه وسلم “ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم تنشغلون بالدنيا وبالأموال، فتفتنون، فيصيبكم ما أصاب الأمم من قبلكم” ونحن نرى اليوم كثيرا من الناس إذا أصابته نعمة من الله كفروا، وإذا وسع الله عليهم شيئا من معيشتهم نسوه، وإذا أعطاهم الله وظيفة أو جاه تكبروا على عباد الله.

 

ما هو السبب الذي يجعل كثير من النفوس تصاب بهذا المصيبة الكبيرة؟ أو رجل يزاد له في دخله شيء، أو يتجر تجارة، أو يكثر أمواله بوجه من الوجوه، فتخرب نفسه، ويتعالى على عباد الله، ويقطع الرحم، ويتكبر في الأرض، ويفسد فيها، ويعلو علوا كبيرا، وإن الأموال والأولاد قد تكون نعمة يسبغها الله تعالى على عبد من عباده، حين يوفقه إلى الشكر على النعمة، والإصلاح بها في الأرض، والتوجه بها إلى الله، فإذا هو مطمئن الضمير، ساكن النفس، واثق من المصير، فكلما أنفق احتسب وشعر أنه قدم لنفسه ذخرا، وكلما أصيب في ماله أو بنيه احتسب، فإذا السكينة النفسية تغمره والأمل في الله يُسرّي عنه، وقد تكون الأموال والأولاد نقمة يصيب الله بها عبدا من عباده.

 

لأنه يعلم من أمره الفساد والدخل، فإذا القلق على الأموال والأولاد يحوّل حياته جحيما، وإذا الحرص عليها يؤرقه ويتلف أعصابه، وإذا هو ينفق المال حين ينفقه في ما يتلفه ويعود عليه بالأذى، وإذا هو يشقى بأبنائه إذا مرضوا، ويشقى بهم إذا صحُوا، وكم من الناس يعذبون بأبنائهم لسبب من الأسباب، وهؤلاء الذين يملكون الأموال ويرزقون الأولاد، يُعجب الناس ظاهرها، وهي لهم عذاب، وإن الله تعالى زين للناس في هذه الحياة الدنيا، من أنواع الملاذ هو من النساء، لأن الفتنة أشد بهن، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” فأما إذا قصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه.

 

وكما وردت الأحاديث النبوية الشريفة بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم ” الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة ” وقوله صلى الله عليه وسلم ” ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا له من زوجة صالحة، إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ” وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر ” حُبّب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرّة عيني في الصلاة” وقالت عائشة رضي الله عنها “لم يكن أَحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل” وفي رواية “من الخيل إلا النساء” وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة.

 

فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل، وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح، كما ثبت في الحديث ” تزوّجوا الودود الولود، فإني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة” وحب المال كذلك، تارة للفخر والخيلاء، والتكبر على الضعفاء، والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم، وتارة يكون للانتفاع به، والنفقة في القربى وصلة الأرحام والقربات، ووجوه البِر والطاعات، فهذا ممدوح محمود شرعا، فاتقوا الله عباد الله، وإياكم والاغترار بزينة الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا، يقول الله تعالى فى كتابه الكريم ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى